كشفت تقارير إعلامية روسية، أنه وفي ظل تصاعد التوترات بين الجزائر وفرنسا، تشير العديد من المؤشرات إلى أن باريس قد تكون تسعى إلى تغيير النظام الحاكم في الجزائر، مستفيدةً من تجارب “الربيع العربي” التي شهدتها المنطقة بين عامي 2010 و2011.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذه المحاولات تأتي في إطار حملة إعلامية وسياسية مكثفة، تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر وخلق ظروف مماثلة لتلك التي أدت إلى الإطاحة بالأنظمة في دول عربية أخرى.
الحملة الإعلامية الفرنسية ضد القيادة الجزائرية
وفي يناير الماضي، شنت وسائل الإعلام الفرنسية حملة مكثفة تستهدف القيادة الجزائرية، وخاصة الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي، الجنرال سعيد شنقريحة.
وتم اتهامهم باستخدام أجهزة الاستخبارات الجزائرية لزعزعة استقرار الأنظمة في الدول المجاورة نظير موريتانيا، بل وحتى العمل على تغييرها.
الدور التاريخي للجيش الجزائري
وأشار التقرير إلى أن الجيش الجزائري يشكل قوة سياسية واقتصادية مركزية في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962.

ووفقًا للمؤرخ الجزائري محمد حربي، “في الجزائر، الدولة لا تسيطر على الجيش، بل الجيش هو الذي يسيطر على الدولة”. هذا الدور المركزي للجيش يجعل منه هدفًا رئيسيًا لأي محاولات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.
الخلافات التاريخية والجيوستراتيجية
وتظل العلاقات بين الجزائر وفرنسا متوترة بسبب الإرث الاستعماري الفرنسي، الذي يتضمن جرائم مثل التعذيب والتهجير القسري والإعدامات الجماعية.
وبرزت صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الفرنسية كأحد أبرز المنصات الإعلامية التي تقود الحملة ضد الجزائر.

ونشرت الصحيفة تقارير تدعي وجود “استراتيجية جزائرية” للتأثير على فرنسا من خلال الجالية الجزائرية المقيمة هناك، والتي يبلغ عددها حوالي 2.6 مليون شخص.
سيناريو “الربيع الجزائري”؟
وتشير التحليلات إلى أن فرنسا قد تسعى إلى خلق ظروف مماثلة لتلك التي شهدتها دول الربيع العربي، حيث يمكن أن تؤدي الاحتجاجات الشعبية إلى الإطاحة بالقيادة الحالية.
ومن المرجح أن تعمل باريس على تحريض الشباب والأقليات الدينية والعرقية في الجزائر ضد النظام الحاكم، مستفيدةً من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد.
وأشار التقرير، إلى أنه وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن فرنسا تعمل على تصعيد الضغوط على الجزائر، سواء عبر الحملات الإعلامية أو عبر محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي. وإذا نجحت هذه الجهود، فقد تشهد الجزائر موجة من الاحتجاجات الشعبية قد تؤدي إلى تغيير النظام الحاكم.
تعليقات الزوار ( 0 )