شارك المقال
  • تم النسخ

تغيير قواعد اللعبة؟!.. أردوغان يشترط عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي لانضمام السويد لـ”الناتو”.. ويانس ستولتنبرغ يؤيد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي

أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، بتصريح يبدو أنه سيفاجئ به حلفاءه في حلف شمال الأطلسي قبل قمة “الناتو” التي تنطلق غدا الثلاثاء، بوضعه شرطا جديدا يبدو من الصعب تحقيقه، وهو فتح الباب أمام دخول تركيا للاتحاد الأوروبي، مقابل فتح أنقرة الباب لدخول السويد للحلف.

وجاء كلام أردوغان خلال مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول قبيل مغادرته إلى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، التي تستضيف قمة الحلف على مدار يومين، وفيه تطرق إلى مواضيع أجندة الحلف واللقاءات التي سيجريها، وتطرق لمسألة انضمام السويد إلى “الأطلسي”.

وقال أردوغان: “تركيا مع توسعة “الناتو”، جرى توقيع مذكرة ثلاثية العام الماضي مع السويد وفنلندا، ونفذت الأخيرة تعهداتها ودخلت في إبريل الماضي الحلف، فيما لا تزال مرحلة انضمام السويد متواصلة ويتم الحوار بين المؤسسات بشكل شفاف”.

وبعد حديث أردوغان عن التزامات السويد بمكافحة تنظيمات تعتبرها تركيا إرهابية ومحظورة، وعلى رأسها حزب “العمال الكردستاني” و”وحدات الحماية” الكردية، تطرق أردوغان لمسألة الشروط الجديدة لانضمام السويد.

وأوضح أردوغان: “منذ أكثر من 50 عاما تركيا تنتظر أبواب أوروبا، ومعظم دول الاتحاد الأوروبي باتوا أعضاء في حلف “الناتو”. أقول لهذه الدول هنا، وسأقولها في القمة، تعالوا وافتحوا الأبواب أمام انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، ونحن نفتح الباب أمام السويد للانضمام للحلف كما فتحنا الباب أمام فنلندا، وهذا ما قلته للرئيس الأميركي جو بايدن بالمحادثة أمس، وما سأقوله في القمة”.

واعتبر متابعون أن الشرط التركي الجديد الذي قدّمه أردوغان يُعد تصعيدا جديدا وتغييرا لقواعد اللعبة، خاصة أن تصريحاته أيضا شملت الولايات المتحدة الأميركية، التي تشترط انضمام السويد للحلف مقابل إتمام صفقة بيع تركيا مقاتلات “إف 16″، وتحديث أسطولها أيضا.

وتأتي تصريحات أردوغان بعد أيام من التصريحات المتبادلة بين تركيا وأميركا واتصالات مكثفة بين الجانبين قبل القمة، حيث التقى وزراء الخارجية عبر الهاتف عدة مرات، آخرها كانت اليوم الاثنين، فيما أجرى أردوغان اتصالا أمس مع بايدن أكد فيه على مواقف تركيا.

كذلك، تطرق بايدن إلى هذه المسألة في حوار صحافي مع قناة “سي إن إن” الأميركية بقوله: “تركيا ترغب بتحديث طائرات “إف 16″، واليونان تطلب مساعدة، وأنا أرغب بتشكيل توحيد ما بين مطالب تركيا واليونان وانضمام السويد للناتو، ولكن هذه اللعبة لم تنته بعد”.

وفي أول ردود الفعل على تصريحات وشروط أردوغان الجديدة، قال أمين عام حلف الشمال الأطلسي يانس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي عقده في عاصمة ليتوانيا، إنه “يؤيد انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”.

أما المستشار الألماني أولاف شولتز فكان واضحاً في تعليقه على تصريحات أردوغان، حيث قال إنّه “لا علاقة” لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي بمسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال شولتز، خلال مؤتمر صحافي في برلين: “يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين”، معتبراً أنّه “لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي”، والذي تعرقله تركيا منذ أشهر.

سقف عال

وحول تصريحات أردوغان الجديدة، قال الكاتب والصحافي غونغور يافوز أصلان “أعلن الرئيس أردوغان بوضوح أن دخول السويد للناتو يمرّ من باب دخول تركيا للاتحاد الأوروبي، وهو إعلان للمرة الأولى، ولم تكن هناك تصريحات ذات سقف عال من تركيا حيال أوكرانيا أو فنلندا”.

وأضاف يافوز أصلان: “الرئيس أردوغان يقول في كلامه لقادة دول الاتحاد الأوروبي إن دول الاتحاد ليست فاعلة بشكل مؤثر داخل الحلف، وعليها مسؤوليات أكبر، وفي حال موافقة الاتحاد الأوروبي على عضوية تركيا أو تقديم تعهدات بهذا الصدد، فإن تركيا ستكون لها خطوات في مسألة انضمام السويد للناتو”.

وشدد المتحدث ذاته: “النقطة الثانية أن الرسالة كانت قبل القمة، وهي موجهة لقادة الدول الغربية التي ستأتي إلى هذه القمة، وستكون رسائله موجهة لهم، وسيتم الحديث في هذا الموضوع، وكذلك أثار مسألة مقاتلات “إف 16″، والطلب من السويد العمل أكثر، وهذا يدل على أن تركيا باتت أقوى على طاولة الحوار، ولديها أوراق قوة”.

ولفت الصحافي التركي إلى أن هذه التصريحات “تغيّر قواعد اللعبة وتضيف مادة أساسية في العلاقات التركية الأوروبية، وهي أن تركيا جزء لا يتجزأ من الاتحاد، وكذلك فإن دول الحلف ستوقع ورقة أمن “الناتو” وخططها الأمنية، وبما أن تركيا ثاني أكبر قوة في الحلف، فإنها ستوجه رسالة قوية لهذه الدول”.

وختم بالحديث عن انعكاسات التصريحات على العلاقات التركية الأميركية بالقول: “العلاقات التركية الأميركية مليئة بالمواجهات والانكسارات والخصومات، ورغم ذلك فإن العلاقات مبنية على أساس المصالح الاستراتيجية رغم كل الخلافات والتباعد بين البلدين. أميركا حرمت تركيا من مقاتلات “إف 35″، والآن تطلب “إف 16″، ومسألة دعم الوحدات الكردية كلها مسائل خلافية لا زالت موجودة بين واشنطن وأنقرة”.

تعزيز الموقف التركي

من جانبه، قال الباحث في مركز سيتا للدراسات عمر أوزكزلجك، بأن : “تصريحات أردوغان هامة جدا في توقيتها، لأن الكونغرس الأميركي اتخذ موقفا ربط فيه مسألة بيع أميركا مقاتلات “إف 16” لتركيا بمسألة انضمام السويد إلى “الناتو”، لتتحول مسألة المقاتلات إلى طرف في مسألة انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، بعدما حاولت أميركا الضغط على تركيا بالموافقة على انضمام السويد دون تحقيق الأخيرة الشروط المطلوب منها”.

وأضاف أوزكزلجك: “موقف الرئيس أردوغان الجديد هذا يعدّ حملة مضادة لتقوية موقف تركيا في طاولة الحوار والمفاوضات، ومحاولة للضغط على الطرف الآخر، ولسان حاله يقول إذا كانت الولايات المتحدة طرفا في مسالة تخص تركيا والسويد، ففي هذه الحالة نضيف مسألة الاتحاد الأوروبي أيضا، لتكون النتيجة إضافة قضايا لا علاقة لها بقضية انضمام السويد للناتو”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي