شارك المقال
  • تم النسخ

تغيير جثة بمصحة بالبيضاء يُعيد موضوعَ “تلاعبات المستشفيات” للواجهة

فجر مواطن مغربي فضيحة مدوية من قلب إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، بعدما قال إن جثة والده تم استبدالها في المؤسسة الاستشفائية بجثة أخرى، في واقعة خطيرة أعادت جدل التلاعبات داخل المستشفيات المغربية إلى الواجهة.

وظهر مواطن مغربي في مقطع فيديو، داخل مصحة خاصة، وهو في حالة غضب هستيري، حيث قال إن والده “توفي وحين أتى لأخذ جثته، وجد أن أباه أخذوه أناس آخرون، في حين تركوا له جثة لشخص ثانٍ”.

وأضاف الشخص نفسه، الذي أصر على الحديث لمصور المقطع بالرغم من مساعي حراس الأمن الخاص ومسيري المؤسسة الاستشفائية، إلى منعه وإيقاف التصوير، بأنه تماما مثلما أخطأوا في هذا الأمر، فإنهم يخطئون في الأدوية، فيعطون أدوية المريض لشخص آخر.

وفي سرده للوقاع، قال المتحدث بأن والده كان مريضا “بالبروستات ولكلاوي، جبتو للمصخة نهار الاثنين، تعافى شوية، في الثلاثاء اتصلوا بيا باش نجيب الدم، مشيت جبت الدم وجيت شفتو، كان مزيان، واعي، كيشير ليا وكيتحرك، في الغد، أي الأربعاء، اتصلوا بيا وقالولي باك مات، قلتلهم كيفاش وكان مزيان؟ قالولي يوا هادشي لي كاين”.

وتابع: “جيت للمصحة باش ندي جثة والدي، ومالقيتوش، با عطاوه لناس آخرين، وسيد آخر خلاوه لنا”، وواصل بغضب “هذا قمة الاستهتار، وبلادة التسيير، حيت تفشل في تسيير أمر بسيط للغاية، كيفاش غادي تسير الدواء؟ الدواء ديال هاديك غادي تعطيه لهاداك والدواء ديال هاذاك غادي تعطيه لهاداك، واحد يقدر يموت والآخر يقدر ميموتش هدا هو السيستام ديال هاد لكلينيك”، مختتما، بأن الجثة الخاطئة، تم دفنها.

وأعادت الواقعة إلى أذهان المغاربة، الذين تفاعلوا معها على مواقع التواصل الاجتماعي، الكثير من الحوادث المشاهبة، والتي مست على وجه الخصوص الأطفال الجدد، حيث سبق وعرفت بعض المستشفيات بالمملكة، حوادث تغيير الرضع حديثي الولادة.

واستنكر نشطاء فيسبوكيون الواقعة، وحذورا المواطنين من الثقة التامة في المستشفيات، في ظل استمرار هذه التلاعبات التي تقع، مطالبين بضرورة حرص الأم على البقاء بجنب طفلها حديث الولادة، أو التأكد بع خروجها، عبر إجرائها لتحليل الـ”دي إن إي”، لأن وقائع تغيير الأطفال سبق وسُجلت، خاصة مع استمرار الأشخاص غير المناسبين في بعض مرافق القطاع الصحي.

من جهة أخرى، شكك العديد من الأشخاص في تعمد المصحة الخاصة تغيير الجثة لأسباب خارج عن الخطأ الطبيعي، رابطين الأمر بإمكانية وجود علاقة مع شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية، خاصة أن الوالد، حسب شهادة الابن، كان في صحة جيدة قبلها بيوم، ما يعني أن هناك احتمال كبير لهذا الأمر، على حد قول بعض المعلقين على مقطع الفيديو.

وطالب آخرون برفع دعوى قضائية ضد المصحة الخاصة، مع ضرورة فتح تحقيق في الواقعة، للتأكد من السلامة الجسدية للجثتين، وفي حال تبين أن الأمر يتعلق بخطأ داخل المؤسسة، فلابد من محاسبتها لضمان عدم تكرره، أما إن كان الحدث مرتبطا بالاتجار في الأعضاء البشرية، فلابد، حسب المعلقين، من الضرب بيد من حديد ولو اقتضى الأمر سحب الترخيص منها وإغلاقها نهائيا.

يشار إلى أن العديد من المصحات والمستشفيات العامة في المغرب، سبق وعرفت حوادث تغيير الجثة أو الطفل، الأمر الذي يزيد من أزمة الثقة التي تعرفها العلاقة بين المجتمع والمؤسسات الصحية في المملكة، وهو ما يحتم، حسب مراقبين، دخول الوزارة بقوة على الخط، وسعيها لإصلاح هذا الخلل الكبير، والذي يهدد المنظومة بكاملها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي