شارك المقال
  • تم النسخ

تغييب تدريس المهارات الحياتية عن المؤسسات الجامعية المغربية.. جامعي يوضح

تركز المناهج التعليمية بالجامعات المغربية والمدارس العليا بكيفية كاملة على تلقين الطالب المهارات التقنية التي يحتاجها مستقبلا في سوق الشغل، لكن يقابل هذا تغييب واضح للمهارات الحياتية أو soft skills، التي يجمع العديد على أنها لم تعد من الكماليات بل صارت ضرورة قصوى يجب تضمينها في مناهج التعليم.

ففي بيئة العمل الحديثة، يحتاجُ الخريجون الجدد إضافة إلى ما اكتسبوه من معلومات على طول سنوات دراستهم الجامعية، إلى هذه المهارات الحياتية، وهي مهارات تمكن الخريج حال قبوله موظفا من الأداء بشكل جيد وتحقيق توافق سريع مع ثقافة المؤسسة المُشغلة، إضافة إلى مهارات التواصل الداخلي مع الزملاء أو الخارجي مع العملاء.

ولأن التوجه التعليمي العالمي الجديد يركز على هذا النوع من المهارات، والذي يجد تفسيره في ما أحدثته العولمة على العالم الواسع الذي صار قرية صغيرة تعتمد بشكل كبير على القدرة التواصلية بين أفراده بشكل كبير. برزت عدة تساؤلات حول السبب الذي ما زال يمنع ولوج هذه المهارات إلى مدرجات الجامعة المغربية.

سعيد الصديقي، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أكد في تصريحه لبناصا، أنه لم يكن هناك غياب كامل وتام في جميع مؤسسات التعليم العالي بخصوص تدريس هذه المهارات، بل كان بعض منها يُدرس موادا تدخل في خانة المهارات الحياتية، وإن كان ذلك بشكل محدود جدا.وأضاف أن المشروع الجديد يسعى أن يكون إدماج هذه المهارات عنصرا أساسيا في تكوين الطلبة، حتى يكون هناك توازن بين المخرجات التعليمية للمواد التي تدرس بشكل تقليدي وبين المخرجات التي سيحصل عليها من دراسته لمواد soft skills.

وحول سؤال مدى قدرة الأساتذة الحاليين على الجمع بين تدريس المهارتين، أجاب الصديقي بأنه يمكن أن يقوم أساتذة اليوم بهذه المهمة، لكن القاعدة هي أن الحاجة أكبر لأساتذة متخصصين، حتى يكون تدريس هذا النوع من المهارات تكوينيا، يدرب الطالب ويعده لولوج سوق الشغل، وليس تكوينا تلقينيا يكتفي بتحويل للمعلومات والمعطيات فقط.

وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أهمية المهارات الحياتية وضرورة الاهتمام بها، كونها ترافق الطالب حتى بعد تخرجه، لتشمل جميع مناحي حياته، بدءا من طريقة صياغة سيرته الذاتية وانتهاء إلى الاختيار الأمثل للعمل الذي يناسب طموحاته.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي