تراوحت مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدى 8 أشهر من الحرب على أوكرانيا، بين التأكيد على حتمية خيار الحسم العسكري تارة، وإبداء المرونة للتهدئة والتفاوض تارة أخرى.
ومع بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، قال بوتين إن موسكو لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، وإن كل محاولاتها للتوصل إلى اتفاق لعدم توسيع حلف الناتو باءت في الفشل.
وأضاف الرئيس الروسي أن الحرب جاءت لوقف ما وصفها “بالإبادة الجماعية، ولإزاحة النازيين في أوكرانيا، وكانت خيارا وحيدا أمام روسيا”.
ومضت أسابيع الحرب الأولى، وعاد بوتين منتصف مارس الماضي ليؤكد أن احتلال الأراضي الأوكرانية ليس هدفه، وأن هدف روسيا يتمثل في نزع سلاح أوكرانيا، وحماية الذين تعرضوا خلال 8 سنوات للإبادة الجماعية من قبل حكومة كييف، وفق تعبيره وقتها.
أما في 16 سبتمبر الماضي، فعبّر بوتين عن أمله في نهاية “النزاع بأوكرانيا في أقرب وقت ممكن”، وحمّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولية رفض التفاوض، مؤكدا أن كييف هي التي ترغب في تحقيق أهدافها بالطرق العسكرية.
وبعد 5 أيام فقط من تلك التصريحات، أعلن بوتين أول تعبئة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، تم فيها استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر.
وقال وقتها “بعد أن رفض النظام في كييف علنا الحلول السلمية لأزمة دونباس، بات واضحا أنه لا مفر من مرحلة تنفيذ عملية عسكرية على نطاق أوسع في دونباس”.
وبعد 10 أيام، أعلن بوتين ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى روسيا، وقال إن القرار يعبّر عن “الإرادة الشعبية للملايين”.
ليعود بوتين في أكتوبر الحالي ويعلن أنه لا يريد تدمير أوكرانيا ولم يضع هدفا لتحقيق ذلك، وليست لديه النية لتكرار الضربات على كييف، في إشارة إلى الهجمات التي تعرّضت لها العاصمة الأوكرانية قبل أيام في أعقاب التفجير الذي استهدف جسر القرم الأسبوع الماضي.
كما أعلن بوتين أن التعبئة الجزئية ستنتهي خلال أسبوعين.
تعليقات الزوار ( 0 )