Share
  • Link copied

تطبيقات المحادثات.. خطر إلكتروني يغري الفتيات لجذب الزبناء

هل ترغبين في زيادة دخلك؟ هل انقطعت عن الشغل بسبب الجائحة وتريدين الحصول على دخل دون مغادرة المنزل؟ هل تقضي وقتا طويلا على الحاسوب أو الهاتف وترغب في كسب المال؟، هذه بعض من الجمل المغرية التي باتت الجهات التسويقية لتطبيقات المحادثة تستعملها من أجل جذب انتباه الشباب لولوجها، في المغرب ذاع صيت هذه البرامج التي تدفع للعارضين والعارضات خصوصا الشابات (ما بين 18 و30سنة) من أجل استخدامها.

حنان شابة تبلغ من العمر 22 سنة، كانت تتصفح كعادتها محتوى منصة للتواصل الاجتماعي إلى أن قابلت إعلانا يخص تطبيقا معينا، كان مضمونه أنها إذا رغبت في الحصول على المال دون بذل جهد أو مغادرة المنزل فتلك هي فرصتها الذهبية، ما أثار فضولها وقررت بالفعل ولوج الرابط الإلكتروني، من أجل التعرف على تفاصيل أكثر حول هذا العرض، فمن قد يرفض مالا دون تعب؟

أحال الرابط الإلكتروني حنان على مجموعة محادثة بمنصة أخرى للتواصل الاجتماعي، كانت تضم أرقام هواتف كثيرة خاصة بشابات ذوات أعمار مختلفة، وكان شاب يطرح تسجيلات صوتية كل فترة ليعيد شرح طريقة عمل هذا التطبيق، دون الإعلان عن اسمه أو عن أي معلومة شخصية متعلقة به، حتى أنه لا يفصح أبدا عن صفته أو منصبه بالشركة المسؤولة عن التطبيق، لكن الفتيات كن يضعن ثقتهن فيه بشكل مسلم دون أي بوادر شك أو تساؤل عن هذه التفاصيل، في إغفال تام لخطورة ما سوف يقدمن على مشاركته.

طريقة عمل التطبيق غير معقدة، كل ما على حنان فعله أن تقوم بتحميله على هاتفها ثم تسمح بتشغيل كاميرا الهاتف ومسجل الصوت، لتجري حينها محادثات بالصوت والصورة مع زبناء التطبيق، كلما زادت مدة المحادثات كلما ربحت حنان مالا أكثر، وكلما أعجب الزبناء بها كلما جادوا عليها بالهدايا، هذه الهدايا تحول إلى مال تكسبه الفتيات عبر التوسل المستمر للزبناء، ولكل خدمة استعراضية سعر معين.

ولا يشترط أن تتكلم الفتيات في مواضيع معينة، الأهم أن تطول مدة المكالمات مع الزبناء وأن يستمروا في التواصل معهن، هؤلاء الزبناء يداومون على دفع مبالغ مهمة للتطبيقات من هذا النوع من أجل التحدث مع فتيات لا يتجاوزن سن الثلاثين، والمعروف عن هذه المحادثات أنها تكتسي طابعا أكثر حميمية تدريجيا كلما ارتفع عدد المكالمات، فإن استمر زبون في التكلم مع شابة معينة، فهذا دليل على أنه أحب أسلوبها وأنها ستكسب مالا أكثر، يمكن لهذه الفتاة أن تكون مكتفية بالمكالمات الصوتية دون إظهار ملامحها، كما يمكن لها أن تظهر وجهها وهي تتحدث، وهناك من تستعرض جسدها بالكامل من أجل جذب الزبناء وتحقيق ربح أكبر.

وحين علمت حنان بهذه التفاصيل، أدركت أن الأمر يتجاوز العرض البسيط الذي اطلعت عليه بالصدفة في أول الأمر، إن الفتيات لا يدركن بأنهن يشاركن معطيات شخصية حميمية مع غرباء وعبر وسيط أكثر غرابة، هذه التطبيقات لا توقع عقودا مع العارضات ولا تقدم لهن فكرة عن ما سيتعرضن له، لأن الحقيقة المخفية هي الاستغلال الجنسي الذي يمارس على فئة من الشابات غير مدركة حتى لفحوى هذا المصطلح، بين حدوده وانحرافاته.

وبالرغم من أن موضوع الخصوصية بات مهما في التكنولوجيا في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه التطبيقات ما زالت تسمح بتجاوزات متباينة منتهكة بذلك الحق في الخصوصية وحماية المعطيات الشخصية، في مخالفة واضحة لمقتضيات القانون رقم 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، الشيء الذي لا تدركه الفتيات العاملات بهذه التطبيقات، فتظنن أنهن يكسبن مالا بريئا، في حين أن ما يتعرضن له هو استدراج مادي مقابل خدمات جنسية.

Share
  • Link copied
المقال التالي