أدانت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تصريحات صدرت عن الطبيب جان بول ميرا، رئيس وحدة العناية المركزة بمستشفى “كوشين” وزميله كاميل لوشت، مدير الأبحاث بمعهد الصحة الوطني الفرنسي، على قناة “إل سي أي” الفرنسية، مفادها إمكانية إجراء تجارب سريرية في إفريقيا للقاح “بي سي جي” المضاد لداء السل للتأكد مما إذا كان فعالا ضد فيروس كورونا.
واعتبرت في بلاغ لها، توصلت جريدة “بناصا” بنسخة منه، أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين جان بول ميرا وكاميل لوشت “تؤكد توجهات الدولة الفرنسية في اعتبار القارة الإفريقية مستعمرة فرنسية وحقل لتجاربها الطبية”، وطالبت الدولة الفرنسية “بالإفصاح عن كافة التجارب الطبية التي تخضع لها الشعوب الإفريقية وفقا لقانون نورمبرغ ولإعلان هلسنكي اللذان يؤكدان ضرورة وضع تلك اللوائح في متناول العموم”، وفق تعبير البلاغ.
وقررت توجيه “رسالة احتجاجية للرئيس الفرنسي حول هذه الممارسات”، وكذا “مراسلة رئيسة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب كجهاز إفريقي رسمي من أجل مطالبته بتتبع هذا الملف وإجراء التحريات اللازمة بشأنه ومراسلة الاتحاد الافريقي كهيئة سياسية لرفض هذه السياسات العنصرية الخطيرة والحد منها “.
بالإضافة إلى توجيه شكاية للمفوّض الساميّ لحقوق الإنسان لمطالبته “بإجراء تحقيق في هذه الممارسات العنصرية في مجال التجارب الطبية على الإنسان”، وفق تعبير البلاغ.
وطالبت الهيأة الحقوقية نفسها رئيس المفوضية الأوربية “بصفته “كوصي على المعاهدات” للتأكد والتحقيق من تقيد دولة فرنسا وباقي بالمعاهدات وبالقوانين الاوروبية المتعلقة بالعنصرية والتجارب الطبية على الانسان، وترتيب الجزاءات القانونية بحق منتهكي الأنظمة من خلال إحالتهم الى محكمة العدل الاوروبية إذا اقتضى الأمر ذلك”.
وتسببت تصريحات الطبيبين المذكورين في سخط عارم على مواقع التواصل الإجتماعي، ودفعت نادي المحامين بالمغرب إلى مقاضاة البروفيسور جون بول ميرا ، صاحب فكرة تجريب اللقاح على الأفارقة، وهي الفكرة التي ساندها زميله كامي لوشت. وجدير بالذكر أن جان بول ميرا تراجع عن تلك التصريحات التي وصفت ب “العنصرية”، معربا عن اعتذاره لكل الأفارقة.
تعليقات الزوار ( 0 )