اعتبر القيادي السابق في جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مد يده، خلال تصريحاته الأخيرة أمام البرلمان، للمغرب، من أجل “السلام”.
وقال ولد سيدي مولود في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، إن أخذ كلام تبون على محمل الجد، “حتى ولو خالطه دخن شعبوية”، يقودنا إلى استنتاج أنه “غازل فرنسا بأن أخرجها من دائرة الشريك في مشكل الصحراء”.
وأضاف ولد سيدي مولود، أن الخطاب الرسمي الجزائري ظل يردد على الدوام، على أن فرنسا، شريك في مشكل الصحراء، لتصبح الآن، في “مربع الريادة في إنتاج الحل”، بعدما قال إنها “صاحبة مقترح الحكم الذاتي المطروح على الطاولة كحل لنزاع الصحراء”.
وتابع القيادي السابق في “البوليساريو”، أن التأكيد على أن “الجزائر تعلم ذلك منذ عقود”، يدعم فرضية رغبة جزائرية طارئة في دمج قضية الصحراء ضمن مجموعة من الملفات العالقة بينها وبين فرنسا، تقوية للدور الفرنسي في الحل، ودرءاً لتأثيرات العاصفة الـ”ترامبية” القادمة.
وأوضح ولد سلمى، أنه “للمرة الأولى، نجد رئيس جزائري يتحدث عن إمكانية صيغة للحل خارج استفتاء تقرير المصير، بقوله، إن الحلول عندهم (أي فرنسا والمغرب) تتراوح بين المر والأمر، بما يفهم منه أن الجزائر قد تدعم حلا سياسيا ما، تبعا لنسبة السكر التي قد تنضاف لمقترح الحكم الذاتي (أي مكاسب مباشرة للجزائر).
واسترسل في السياق نفسه: “أو قدر من الماء يعوم المقترح الفرنسي-المغربي (توسيعه) يجعل من الجزائر شريكا فيه، أو لا تكون سيادة المغرب فيه مطلقة على الإقليم”، متابعاً أن الرئيس الجزائري أضاف، أنه ما دامت الحلول المقترحة تتراوح بين المر (الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية)، والأمر (الاندماج في المغرب)، وكلاهما لا يحقق مصلحة جزائرية، فمسمار “جحا” باق في مكانه، أي أن الجزائر مستمرة في اعتبار النزاع “قضية تصفية استعمار وتقرير مصير””.
وأكد ولد سلمى، على أن تصريح الرئيس الجزائري “لا يخرج عن أحد أمرين أو كلاهما”، الأول “مناورة جزائرية تتماهى مع ما جاء في إحاطة ديميستورا الأخيرة التي دعا فيها المغرب إلى شرح تفاصيل مقترحه، وبين ثنايا التفاصيل تكمن مداخل الشيطان”، أما الثاني فهو “يد سلام جزائرية ممدودة من خلف الظهر لتخفيف الضغوط عليها في سنوات ترامب، ماكرون، وسانشيز القادمة”.
تعليقات الزوار ( 0 )