قالت وسائل إعلام إسبانية، إن مدينة طنجة، الملقبة بـ”عروسة الشمال”، تعتبر نموذجاً للنهضة الحضرية التي يشهدها المغرب، حيث تحولت من مدينة ساحلية صغيرة إلى قطب اقتصادي وثقافي جاذب للاستثمارات والسكان. ومع استمرار هذا النمو، من المتوقع أن تلعب طنجة دوراً محورياً في مستقبل المغرب.
وكشفت نتائج التعداد العام للسكان والسكنى بالمغرب لعام 2024 عن تحول ديموغرافي هام، حيث تصدرت مدينة طنجة قائمة أكبر المدن المغربية، متجاوزة بذلك مدنًا عريقة كمدينة الدار البيضاء. وقد بلغ عدد سكان طنجة 1.275.428 نسمة، مما يجعلها قطباً اقتصادياً وثقافياً بارزاً في المغرب.
وبحسب التقرير الإيبيري، فإن هذا النمو السكاني المتسارع في طنجة يعود إلى عدة عوامل، من بينها: الجاذبية الاقتصادية، والجاذبية السياحية، والحياة المعاصرة، والتنوع السكاني، بالإضافة إلى التوزيع السكاني.
وتشهد طنجة نمواً اقتصادياً متسارعاً بفضل استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وخاصة ميناء طنجة المتوسط، الذي يجعلها مركزاً تجارياً ولوجستياً هاماً في المنطقة.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن المدينة تتميز بتاريخها العريق وتنوع ثقافتها، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة سواء للمغاربة أو للسياح الأجانب، وخاصة القادمين من أوروبا.
وتوفر طنجة لساكنتها نمط حياة عصري، مع توافر الخدمات والبنية التحتية الحديثة، كما تتميز بتنوع سكاني كبير، حيث يقطنها مغاربة من مختلف المناطق، بالإضافة إلى أعداد متزايدة من الأجانب، مما يمنحها طابعاً كوزموبوليتانياً فريداً.
وأظهرت نتائج التعداد أن حي بني مكادة هو الأكثر كثافة سكانية في طنجة، ويعتبر القلب النابض للحياة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. في حين احتل حي شرق مغوغح المرتبة الثانية من حيث الكثافة السكانية، متبوعا بحي شرق سواني. أما حي طنجة المدينة التاريخي، فيحتضن تراث المدينة العريق ويجذب السياح بمعارفه التاريخية.
ويشير هذا النمو الديموغرافي المتسارع في طنجة إلى مستقبل واعد لهذه المدينة، التي من المتوقع أن تواصل لعب دور محوري في الاقتصاد المغربي. ومع ذلك، يطرح هذا النمو تحديات جديدة تتعلق بتوفير الخدمات الأساسية لسكانها المتزايدين، والحفاظ على التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على التراث الثقافي للمدينة.
تعليقات الزوار ( 0 )