شارك المقال
  • تم النسخ

تشكيل فسيفساء المعرفة

تشكل كل من الخبرة والملاحظة دور أساسي ومحوري في رحلة الاستقصاء نحو تشكيل المعرفة المبنية على الكم الوافي من المعلومات والمهارات.

كما لا يمكن غياب كل من الملاحظة والخبرة عند الحديث عن الأدوات التي يمكن من خلالها تحصيل المعرفة، حيث أنها تتداخل في الخطوات والمراحل التي تدفع بالعملية الكلية لبناء وتكوين وبلورت المعرفة حسب طبيعتها، بالإضافة إلى تطوير تلك المعرفة والقدرة على تفسير وتحليل وفهم المجريات التي تحيط بالإنسان.

وأما فيما يتعلق بالخبرة بشكل خاص فيبدو أنها تعبر عن مستوى مختلف من أطوار بناء المعرفة، حيث يبدو أغلب تفاعلها في السياق البعيد عن التنظير المجرد متداخلتان في مضمار التجربة والعمل وبالتالي فإن الخبرة تعبر عن مهارة متفوقة على مجرد الملاحظة، وتكون أحد الأدوات التي يمتلكها الإنسان بعدها خوط العديد من التجارب والمرور بالعديد من المراحل التي قد يقع في الكثير منها التكرار الذي يفسر إنضاج تلك الخبرة.

كما تعمل الملاحظة على تمكين الإنسان من جمع المعلومات وفهم الظاهرة التي تقابله من خلال الحالة التفاعلية بين الإنسان كموضوع ومجال ملاحظته، سيما أنها تعتبر الأداة المستخدمة في سبيل الوصول إلى حل للمشاكل والتحديات وتجمع المعلومات الدقيقة حول موضوع معين وغيرها من الأمور التي تصب مجتمعة في تكوين المعرفة العلمية في أمر أو تخصص أو مجال معين.

وحين كانت الخبرات تعبر عن المعرفة والمهارات المجموعة التي يحصده الإنسان على طول مسار حياته المشحون بالتفاعل والتجارب المختلفة مع محيطه، وكانت هذه الخبرة تحمل بين طياتها تنوعا هائلا سواء كان في أنواع المعلومات أو المجالات فإنها شكلت عماداً رئيسياً في تطوير مهارات الإنسان وقدراته وتمليكه الأدوات التي تجعل منه قادراً على فهم ما يجري حوله.

وبالتركيز على الخبرة بحد ذاتها، فإنها تلعب دوراً بارزاً في تطوير المهارات الإنسانية التي تجعل منه نافعاً وقابلاً للإنتاج في مجال عمله، كما أن الخبرة تعتبر أحد أبرز النقاط التي ينجذب لها أصحاب الاحتراف في العمل، سيما أنها تحدد أكثر المسارات نفعاً وجدوى بحسب نوع الخبرة.

وحتى تكون الخبرة الإنسانية أكثر صلة وفائدة في مختلف المجالات، فلا بد من إشباعها بتغذية مستدامة من أجل الارتقاء بها من مثل المهارات العملية التي تعمل بدورها على تعزيز الأداء والارتقاء بالمعلومات الإدارية والفنية للتخصص، وهذا إلى جانب تطوير المهارات الشخصية المتعلقة في بيئة العمل على سبيل المثال بحيث يكون الإنسان قادر على تطويع مهارات القيادة والتواصل، وبالتالي فإن اللجوء إلى البرامج التدريبية المختلفة التي تسعى ليشحذ الخبرة الإنسانية تعد مثالاً متميزاً يؤهل الخبرة للتطور والتجدد والتوسع في نطاق المعرفة الريادية والمبتكرة.

أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي