سلط وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، اليوم السبت في المؤتمر الخامس عشر لوزراء الفلاحة ببرلين، الضوء على تجربة المغرب في الإدارة والتكيف مع تغير المناخ.
وقال صديقي في تصريح للصحافة في ختام المؤتمر إن هذا الحدث، الذي جمع أكثر من 70 وزيرا مكلفا بالزراعة من جميع أنحاء العالم، شكل فرصة لتقديم استراتيجية تنمية القطاع الزراعي “الجيل الأخضر”، والتي تدير المملكة من خلالها آثار التغير المناخي، وخصوصا معضلة الجفاف.
وأضاف أن هذا المؤتمر الدولي ناقش أيضا الأزمات المتعددة الحالية التي يمر بها العالم بعد وباء “كوفيد-19″، مثل الحرب في أوكرانيا والتغيرات المناخية التي تؤثر على العديد من مناطق العالم، والتي تضعف النظام الغذائي. كما ركز المؤتمر على طرق تحويل النظم الغذائية بحيث تكون أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ والأزمات الحالية.
وفي كلمته أمام المؤتمر، شدد الوزير، الذي عرض إنجازات المغرب في المجال الفلاحي، على أهمية تكاثف الجميع، من أجل إطلاق ديناميكية مستدامة تعزز صمود النظم الغذائية، القائمة على أنسجة إنتاجية صلبة تستند على الزراعة والصيد البحري، بما يعزز الإمكانات الإقليمية والمحلية دون الإفراط في استغلال الموارد أو إهدارها، وبما يضمن الأمن الغذائي المستدام.
وأبرز الوزير أنه بفضل التوجيهات السامية للملك محمد السادس، تمكن المغرب من وضع نهج متكامل بهدف مركزي يتمثل في ضمان توافر الغذاء وتعزيز التنمية الزراعية والصيد البحري بشكل مستدام، وإعطاء الأولوية لحماية الموارد الطبيعية من خلال الاستخدام الرشيد لها، والتكيف مع التغير المناخي.
وأوضح أن الأمن الغذائي والسيادة هما في صميم استراتيجية “الجيل الأخضر” التي تنسجم مع النموذج التنموي المغربي الجديد وتشكل أولوية استراتيجية للمغرب والتزاما أساسيا تجاه المجتمع الدولي.
وقال الوزير إن “المغرب يدعم ويطور التعاون بين بلدان الجنوب بقوة. وعلى هذا النحو، وضعت المملكة، في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، رؤية تركز على تبادل الخبرات الناجحة في مجال التنمية الزراعية مع الشركاء الأفارقة، بهدف المساهمة في تحقيق هدفي التنمية المستدامة 1 و2، لاسيما القضاء على الفقر والجوع، وضمان الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز الفلاحة المستدامة والصيد البحري”.
ويجمع هذا المنتدى وزراء الزراعة من العديد من البلدان والخبراء الدوليين وأصحاب المصلحة لدراسة القضايا الملحة المتعلقة بإمدادات الغذاء والسوق، ووضع حلول مشتركة ممكنة، واستكشاف سبل التعاون الدولي والوطني بشأن الموضوعات المتعلقة بالنظم الغذائية.
ورسخ المؤتمر الذي يعقد سنويا منذ العام 2009 مكانته باعتباره منتدى عالميا رائدا حول القضايا التي تؤثر على مستقبل قطاع الأغذية الزراعية العالمي.
وعلى هامش هذا اللقاء، عقد صديقي اجتماعات مع وزير الزراعة الإسباني ووزير الزراعة في كوت ديفوار وكذلك كاتبة الدولة الألمانية، سيلفيا بندر.
تعليقات الزوار ( 0 )