كشف تسجيل صوتي مُسرب بين وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، وصاحب صفحة “فيسبوكية” يدعي فيها الأخير لعب دور وسيط بينه وبين “أساتذة التعاقد” من أجل التوصل إلى حل لثني المحتجين عن رفع مطالبهم المتمثلة في إسقاط نظام “التعاقد”.
ونقلت صفحة “الإدارة التربوية” نص التسجيل كاملا، لشخص يدير عدد من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم “طارق عبد الرحيم” يحاول من خلالها التأثير على حوالي 100 ألف إطار تربوي بوقف الاحتجاجات والإضرابات التي يحركها “القاعديون” وتضر بمصلحة التلاميذ التي هي فوق كل اعتبار.
وفي التسجيل المسرب، وجه أمزازي سؤالا مباشر إلى صاحب الصفحة الآنف ذكرها، قائلا: “وكيف كان تجاوب الأساتذة؟” مُعربا عن تضامنه الكامل مع “الأساتذة المتعاقدين” إلى أقصى درجة، وذلك من أجل تسوية الوضعية الإدارية للأطر الأكاديمية.
من جانب آخر، أوضح وزير التربية الوطنية، أنه لا يوجد توظيف جهوي وإنما يتعلق الأمر بـ”خِيارات”، موضحا أنه وفي إطار ما يسمى بالتوظيف الجهوي، فإن وزارة التربية على استعداد تام لمناقشة أوضاع الأسرة التربوية.
وأوضح أمزازي، في التسجيل ذاته، أن الأساتذة وقعوا على محاضر الالتحاق بالوظيفة الجهوية، وأن ليس هناك أي حيف تجاه أطر الأكاديميات، لا من حيث منح القروض البنكية، أو ما يتعلق بالخدمات المقدمة من طرف مؤسسة محمد الخامس أو غيرها.
وشدّد سعيد أمزازي، على أن الأساتذة ولوجوا إلى نظام التعاقد بمحض إرادتهم، وتم ذلك عبر امتحانات جهوية، وبعدها التحقوا بوظائفهم وبإرادتهم، وبعد كل شيء، فإن الوزارة مستعدة لتقدم عدد من الخدمات بالنسبة لـ”أساتذة الأقدمية”.
كما طالب المسؤول الوزاري، من صاحب الصفحات “الفيسبوكية” والجهة التي سجلت الإتصال، أن تحاور ما استطاعت من الأساتذة حول باقي الأمور المستعصية بغية التوصل إلى حل ينهي هذا الملف، و إيجاد طرق توافقية، مع التأكيد على استعداده لفتح حوار في الموضوع.
وأثار “التسجيل المسرب” ردود أفعال متباينة على شبكات التواصل الاجتماعي، بينما من يرى أن المكالمة مسجلة عن قصد، وبين من يرى أن وزير التربية الوطنية جد منفتح في الحوار مع من لا يهمه الأمر، وأنه لا يدري حقيقة النار المشتعلة في القطاع، والتي تبعث الشك في النفوس.
وأضاف معلق آخر بتعبير لا يخلو من جو السخرية قائلا: “مناقشة مصير مشاكل منظومة التعليم ومستقبلها الكبيرة في مكالمة هاتفية بين مجهول و وزير ..!” بينما كتب آخر، أن “هذا التسريب لا يعدو أن يكون مسرحية بعنوان: “الله يرحم الوالدين ندامجو معانا”.
تعليقات الزوار ( 0 )