Share
  • Link copied

ترامب يفضل المغرب على إسبانيا في مضيق جبل طارق.. هل تفقد مدريد نفوذها الاستراتيجي؟

كشفت المحامية والخبيرة في العلاقات الدولية، أليسيا بوتين، في مقابلة مع صحيفة “أوكي ديارو” الإسبانية، عن تحولات جيوسياسية كبيرة قد تؤثر على موقع إسبانيا الاستراتيجي في مضيق جبل طارق، لصالح المغرب.

وأشارت بوتين إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لا يعتبر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، حليفًا موثوقًا به أو ذا أهمية، بل يفضل التعاون مع المغرب في هذه المنطقة الحيوية.

تراجع النفوذ الإسباني

ووفقًا لأليسيا بوتين، فإن إسبانيا تفقد تدريجيًا نفوذها الاستراتيجي في مضيق جبل طارق لصالح المغرب، وذلك نتيجة لسلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها مدريد على مدى العقدين الماضيين.

وأشارت إلى أن صورة الرئيس الإسباني السابق، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، جالسًا أمام العلم الأمريكي خلال عرض عسكري في مدريد، كانت بداية هذا التراجع.

وأضافت بوتين أن سياسات سانشيز، الذي تم الإشادة به من قبل حركات مثل حماس والحوثيين وطالبان، كانت بمثابة “الضربة القاضية” لسمعة إسبانيا الدولية.

كما أشارت إلى أن تصنيف ترامب لإسبانيا كواحدة من دول “بريكس” لم يكن خطأً عابرًا، بل رسالة واضحة مفادها أن إسبانيا تتجه نحو “محور الشر”.

التحالف الأمريكي-المغربي-الإسرائيلي

وأكدت بوتين أن ترامب قرر خلال ولايته الأولى أن المغرب يشكل شريكًا أكثر أهمية من إسبانيا في منطقة المضيق. وقد عمل على تعزيز محور واشنطن-الرباط-تل أبيب، مما أدى إلى تراجع مكانة إسبانيا.

وأشارت إلى أن شركة “ميرسك” العملاقة للنقل البحري قررت مؤخرًا مغادرة ميناء الجزيراس الإسباني والانتقال إلى طنجة المغربية، وهو ما يعكس بوضوح فقدان إسبانيا لنفوذها الاقتصادي والاستراتيجي في المنطقة.

تساؤلات حول سياسة سانشيز

وأعربت بوتين عن دهشتها من سياسة سانشيز الموالية للمغرب، مشيرة إلى أن هناك أسبابًا سرية قد تدفع رئيس الحكومة الإسباني إلى هذا المستوى من الخضوع للرباط.

وتساءلت عن الدوافع الحقيقية وراء هذه السياسة، خاصة في ظل الانتقادات التي تواجهها إسبانيا على الصعيد الدولي.

ترامب وفقدان المنطق

وفي كتابها الجديد “إعادة تسليح الغرب: دفعة جديدة للنظام الليبرالي”، تتناول بوتين التحديات التي تواجه أوروبا في ظل التحولات العالمية الجديدة.

وتشير إلى أن ترامب ليس سبب هذه التحولات، بل هو نتيجة لسنوات من التراكمات التي أدت إلى فقدان المنطق في السياسة العالمية.

وتؤكد أن النماذج الاشتراكية، مثل تلك التي تبناها اليسار في أمريكا اللاتينية، فشلت في تحقيق التقدم وأدت إلى تدهور اقتصادي واجتماعي.

الصحوة الثقافية ونهاية “الووك”

وترى بوتين أن الثقافة “الووك” (التي تركز على الهوية والعدالة الاجتماعية بشكل مفرط) قد ساهمت في فقدان المنطق لدى المواطنين، وأن انتصار ترامب في الانتخابات الأمريكية كان رد فعل على هذه الثقافة.

وتدعو إلى العودة إلى قيم الجدارة والكفاءة، بدلًا من الاعتماد على الحصص المبنية على العرق أو الجنس.

إسبانيا وأوروبا في مواجهة التحديات

وتشير بوتين إلى أن أوروبا تواجه تحديات كبيرة، خاصة في مجال الطاقة والدفاع، بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذتها ألمانيا في عهد أنغيلا ميركل. وتدعو إلى إصلاح المؤسسات الأوروبية وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية والطاقة النووية كحلول مستقبلية.

مستقبل أوروبا

وتختتم بوتين بالتشديد على ضرورة تعزيز الثقة بالنفس لدى الأوروبيين، والعمل نحو اتحاد فيدرالي قوي. وتدعو إلى إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة لضمان بقاء أوروبا لاعبًا رئيسيًا على الساحة العالمية.

وأشارت إلى أن إسبانيا تواجه تحديًا وجوديًا في ظل التحولات الجيوسياسية الحالية، بينما يبرز المغرب كشريك استراتيجي مهم للولايات المتحدة في منطقة مضيق جبل طارق.

Share
  • Link copied
المقال التالي