شارك المقال
  • تم النسخ

ترامب يعلن: لن أحضر مراسم تنصيب بايدن

أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنه لن يحضر مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، وسط ضغوط لعزله أو محاكمته ودعوات جديدة لاستقالته.

وأكد ترامب في تغريدة في تويتر أنه لن يحضر مراسم تنصيب بايدن في العشرين من الشهر الجاري.

وكان ترامب قال في تغريدة سابقة إن عشرات الملايين من الأميركيين الذين صوّتوا له ولأميركا أولا، ولشعار “اجعلوا أميركا عظيمة مجددا”، سيكون لهم صوت هائل في المستقبل.

وأضاف ترامب أنه لن يتم التقليل من احترامهم أو معاملتهم بشكل غير عادل بأي شكل من الأشكال.

ووسط ضغوط الديمقراطيين وبعض الجمهوريين لعزل ترامب أو محاكمته برلمانيا، قال وزير الخارجية الأسبق كولن باول إن مطالب العزل والمحاكمة البرلمانية ستأخذ وقتا، وأضاف “أتمنى أن يقوم ترامب بما فعله نيكسون ويستقيل”، في إشارة إلى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون.

وتابع في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” (NBC)، إن على أحدهم أن يتوجه إلى ترامب ويخبره بأن الأمر قد انتهى وأن الطائرة تنتظره في الخارج، وفي هذه الحالة لن يستقيل فقط وإنما سيقوم بقطع الطريق على الذين قاموا بهذا الاقتحام (في إشارة إلى اقتحام أنصار ترامب الكونغرس الأربعاء) لإلغاء الانتخابات.

وقال باول -الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري- إن على ترامب أن يحس بالعار وأن يحول هذا العار إلى استقالة في أسرع وقت ممكن، ولدينا نائب رئيس يمكن أن يقود البلاد لما تبقى من هذه الولاية.

من جهتها، دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تفعيل التعديل الـ25 في الدستور لتنحية الرئيس ترامب.

وأضافت بيلوسي أنه إذا لم يتخذ نائب الرئيس والحكومة أي إجراء، فقد يكون الكونغرس مستعدا للمضي قدما في إجراءات المحاكمة البرلمانية من أجل العزل.

وقالت رئيسة مجلس النواب إن الجمهوريين بحاجة إلى اتباع مثال نيكسون ودعوة ترامب لمغادرة منصبه على الفور، محذرة من أنه إذا لم يترك منصبه بنفسه قريبا وعن طيب خاطر فإن الكونغرس سيعمل على ذلك.

وأضافت “علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية الشعب من هجوم ترامب غير المتوازن على بلادنا وديمقراطيتنا”.

وأكدت بيلوسي أنها تحدثت مع رئيس هيئة الأركان لمنع رئيس وصفته بغير المستقر من القيام بأعمال عدائية عسكرية أو إصدار أمر بضربة نووية.

وعن تفعيل المادة الـ25 من الدستور لعزل ترامب، قالت بيلوسي إنها لم تتلقَّ ردا بعد من مايك بنس نائب الرئيس بهذا الشأن.

في هذا السياق، قالت كاثرين كلارك مساعدة بيلوسي إنه من المحتمل أن يصوّت المجلس على محاكمة ترامب برلمانيا الأسبوع المقبل، محذرة مما وصفته بتضرر الديمقراطية الأميركية إذا لم تتم مساءلة ترامب وعزله.

وعقب اقتحام “الترامبيين” مبنى الكونغرس الأربعاء -في حادث لم يسبق له مثيل بالديمقراطية الأميركية- وما أسفر عنه من سقوط عدد من القتلى، تقدم المشرعون الديمقراطيون بمشروع قانون لعزل ترامب، وتفعيل التعديل الـ25 من الدستور والذي يتعلق بتنحية الرئيس.

وينص التعديل الـ25 على أنه، في حال وفاة الرئيس أو استقالته أو عزله، يتولى نائب الرئيس إدارة البلاد.

لكن موقع “بيزنس إنسايدر” (Business Insider) نقل عن مستشار بنس أن الأخير يعارض اللجوء إلى التعديل الـ25 من الدستور لعزل الرئيس.

وأضاف الموقع أن بنس وأعضاء فريقه قلقون أيضا من أن اللجوء، إلى المحاكمة البرلمانية، قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والانقسام الحزبي في البلاد، كما أنه قد يعرض للخطر تطلعاتِ بنس السياسية للترشح للبيت الأبيض عام 2024.

ومع اقتراب موعد رحيل ترامب خلال أقل من أسبوعين، ليس من الواضح ما إذا كان هناك متسع من الوقت لإكمال عملية المساءلة، لكن إذا ما تمت مساءلته بمجلس النواب، فسيواجه نظريا محاكمة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون والمقرر أن يكون في عطلة حتى 19 يناير.

ولم يحدد مساعدو زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ما سيفعله إذا وافق مجلس النواب على مواد المساءلة.

وأقر مجلس النواب -الذي يهيمن عليه الديمقراطيون- مساءلة ترامب في ديسمبر 2019 فيما يتعلق بضغوط مارسها على رئيس أوكرانيا للتحقيق مع جو بايدن، لكن مجلس الشيوخ برأه في فبراير 2020.

ولم يخضع للمساءلة سوى رئيسين فحسب في تاريخ الولايات المتحدة، ولم يواجه أي منهما المساءلة مرة ثانية.

من جهته، قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إن اقتحام مبنى الكونغرس كان أسوأ يوم في تاريخ الولايات المتحدة. وحمَّل بايدن الرئيس ترامب ما حدث، قائلا إنه ظل يحتقر القانون والدستور والمؤسسات طوال سنوات حكمه الأربع. ووصف المشاركين في الاقتحام بالمتمردين والرعاع والإرهابيين.

ومع تصاعد الدعوات للإطاحة به، أمس الخميس، وتلويح كبار موظفيه بالاستقالة من الإدارة، نشر ترامب مقطع فيديو ندد فيه بالعنف الذي أودى بحياة 5 أشخاص.

وظهر الرئيس الجمهوري بمقطع الفيديو أقرب من أي وقت مضى من الاعتراف بخسارته الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبنبرة تصالحية، واعدا بضمان انتقال سلس إلى “إدارة جديدة”. ومن المقرر أن يؤدي الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن اليمين في 20 يناير الجاري.

في غضون ذلك، قال مايكل شروين القائم بأعمال المدعي العام الفدرالي للعاصمة واشنطن إن التحقيقات التي أطلقت حول الهجوم على مبنى الكونغرس ستشمل الرئيس ترامب أيضا.

وأضاف شروين أن الجهات المعنية ستفحص التصريحات التي أدلى بها ترامب والمتحدثون الآخرون الذين شاركوا في التجمع الذي سبق الاعتداء على الكونغرس.

كما أشار إلى أن التحقيقات لا تشمل الأشخاص الذين اقتحموا المبنى فحسب، بل أيضا من ساعدوهم أو من لعبوا دورا في ذلك.

من جانب آخر، قالت وزارة العدل إن هناك مخاوف على الأمن القومي بعد سرقة مواد من مكاتب في مبنى الكونغرس، وأشارت إلى أنه إذا توفرت أدلة على تواطؤ من أفراد أمن الكونغرس فسيحاكمون.

واستقال العديد من كبار المسؤولين بإدارة الرئيس المنصرف احتجاجا على اقتحام مبنى الكابيتول، ومن بينهم إيلين تشاو وزيرة النقل وزوجة ماكونيل، ووزيرة التعليم بيتسي ديفوس.

وفي أحدث الموجات، استقال 4 مستشارين كبار في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، وفقا لوكالة “رويترز” (Reuters) وهم إيرين والش، ومارك فاندروف، وأنتوني روجيرو، وروب غرينواي.

كما أعلنت سارة ماثيوز نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض استقالتها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستحق انتقالا سلميا للسلطة.

وقد صدق الكونغرس في وقت مبكر أمس على فوز بايدن بالانتخابات، بعد أن أخلت السلطات مبنى الكابيتول.

وصوّت أكثر من نصف الجمهوريين بمجلس النواب و8 أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ للطعن على نتائج انتخابات بعض الولايات، في مسعى لدعم ترامب.

وعزل الرئيس نفسه بين دائرة صغيرة من المستشارين المقربين، منتقدا من يعتبرهم غير موالين، بمن فيهم بنس الذي أراد ترامب منه أن يحاول منع الكونغرس من التصديق على فوز بايدن، وفقا لمصادر.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي