تم أمس الاثنين، تدشين النافورة المغربية التي ظلت منتصبة منذ 23 عاما داخل أروقة مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، وذلك بعد خضوعها لعملية ترميم تزامنت مع ترؤس المغرب للدورة الـ64 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتعد هذه النافورة هبة منحتها المملكة المغربية للوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 1997، وذلك بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس المنظمة، حسب ما هو مشار إليه في اللوحة الافتتاحية.
وحضر حفل التدشين عدد من الشخصيات، منها على الخصوص، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل ماريانو غروسي، والمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة بفيينا، غادة فتحي والي، والأمين التنفيذي لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ورؤساء المجموعات الإقليمية للأمم المتحدة.
السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا، عز الدين فرحان، قال في كلمة له بهذه المناسبة، “إنه ليوم مشهود نحضر خلاله مراسم تدشين هذه النافورة المغربية البهية”.
ويرى السفير أن هذا اليوم لا ينسى اعتبارا لتاريخ هذه التحفة الأصيلة للصناعة التقليدية المغربية وللرسالة التي تحملها، ولكن أيضا لأن هذا التدشين يقام بمناسبة الرئاسة المغربية للدورة الـ64 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح فرحان أن هذه الهبة، التي تعد بمثابة عربون دعم من المغرب للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تعبر عن التزام المملكة بتعزيز قيم ومبادئ تعددية الأطراف، الضرورية للغاية اليوم من أجل إدارة الرهانات العالمية، ذات الأهمية الحاسمة بالنسبة للبشرية من قبيل تدبير الطاقة النووية.
وكشف أن تدشين اليوم يأتي بعد الانتهاء من أشغال ترميم نوعية نفذت بعد اكتشاف تسرب للمياه أدى إلى إتلاف أجزاء من النافورة وتشويه جمالية قطع الزليج التي تؤثثها.
وأشار إلى أن إعادة الرونق الأصيل لهذه النافورة، التي تزخر بالكثير من الرموز والدلالات، هي طريقة أخرى للتأكيد على التزام المغرب بالتعاون النشط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعبر الدبلوماسي المغربي عن أمله في أن يرى مياه هذه النافورة، منبع الحياة، تستمر في التدفق إلى الأبد للتذكير بأن تعزيز التعاون الدولي سيكون دائما في صلب أعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهته، تطرق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية للدلالات العميقة للآيتين القرآنيتين الكريمتين اللتين تؤثثان هذه النافورة، والتي يقول الله عز وجل في أولاهما “وجلعنا من الماء كل شيء حي”، وفي الثانية “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”.
وقال غروسي: “إنها قيم عميقة المعاني، وأعتقد أنه من الجميل جدا تجسيدها هنا، لاسيما خلال هذه السنة التي نواجه فيها وباء رهيبا”.
وخلص إلى أن هذه النافورة الرائعة، التي تذكر بأجواء المدن المغربية العتيقة، من قبيل مراكش والرباط، تجسد ببهاء بعض مظاهر الحضارة المغربية العريقة، مع إضفاء هالة من السلام والسكينة على أروقة المركز الدولي بفيينا.
تعليقات الزوار ( 0 )