Share
  • Link copied

تدبير الماء في الثقافة الحسانية.. القيم والرموز موضوع ورشة ببوجدور

في إطار الاحتفال بشهر التراث 2024، نظم مركز خبرة الصحراء للتوثيق والدراسات بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون، وبدعم من مديرية التراث الثقافي، يوم الأربعاء 15 ماي 2024، ورشة عمل في موضوع: “ تدبير الماء في الثقافة الحسانية.. القيم والرموز”، لفائدة طلبة معهد التكنولوجيا التطبيقية ببوجدور.

وشارك في تنشيط هذه الورشة، التي نظمت بمعهد التكنولوجيا التطبيقية ببوجدور، كل من الأساتذة علي الديحاني أستاذ بحث في السوسيولوجيا ، ومحمد أطريح مدير مركز خبرة الصحراء وبمشاركة اعمرا حداد سيدي محمد بصفته مقررا.

وافتتحت الورشة بكلمة ترحبية لمدير مركز خبرة الصحراء، قدم خلالها فكرة عن السياق الذي يأتي في إطاره هذا الحدث الثقافي والمتمثل في الاحتفال بشهر التراث 2024، وتحسيس الطلبة بقيمة الماء وكيفية الحفاظ عليه، في ظل ندرة التساقطات، بعد ذلك قدم مصطفى مقداد مدير معهد التكنولوجيا ببوحدور، كلمة أكد فيها على أهمية هذا النشاط في ظل التغيرات المناخية التي انعكست على ندرة المياه، وتأثرت بها الفرشات المائية مما أصبح يندر بخطر كبير مستحضر في ذلك قيمة الماء في الثقافة الحسانية، وكيفة التعامل معه.

مداخلة الأستاذ الديحاني، قارب من خلالها عنصر الماء من الناحية التاريخية والانثربولوجية، وقيمته لدى المجتمعات الإنسانية القديمة، مستحضرا في ذلك عدة أمثلة تبين ارتباط الإنسان بالماء “ماء زمزم”.. والتداوي من الأمراض من خلال مياه بعض الينابيع والعيون.. مما يبين قدسية الماء لدى الإنسان قديما، واعتبر الماء شرطا أساسا للاستقرار ببعض المجتمعات (الأنهار، الوديان…) مستحضرا بعض النصوص الدينية.

من جانبه، قارب الأستاذ اطريح محمد، خلال مداخلته، الثقافة الحسانية كمنتوج يهم مجتمع معين، ويرتبط بتنمية واستمرار هذا المجمتع. حيث انطلق من سؤال كيف تعامل الإنسان الصحراوي مع الماء، معتمداً على مقاربة تفاعلية حفز خلالها الطلبة للمشاركة والتعبير عن آرائهم، حول الدور الذي يلعبه الماء في الثقافة الحسانية في بناء القيم، مستشهدا بأمثلة “لما نعمة” للدلالة على الخير، “نشرب انا يعمل الحاسي ايطيح ..” قيمة الشر، و متحدثا عن مايعرف ”بأدب الحسيان“. وكذا حضور الماء في الشعر والحكايات الشعبية، ليتطرق بعد ذلك لمحور حول معجم الماء في الثافة الحسانية.

وختم المتدخل مداخلته بحث الطلبة على الاقتداء بثقافة الأجداد وطريقة تعامله مع الماء، ومحاولة الاجتهاد في إبداع طرق تنهل من الثقافة المحلية تعزز ثقافة ترشيد الماء. بعد ذلك فتح النقاش للحضور الذي ركز على ضرورة ترشيد الماء والاستفادة من الخبرات البشرية السابقة من أجل الحفاظ عليه واستدامته.

وانتهت أشغال هذه الورشة بمجموعة من التوصيات التي من شأنها تعزيز ثقافة الوعي بضرورة ترشيد استهلاك الماء والحفاظ عليه. في الأخير تم توزيع شواهد تقديرية على المتدخلين والفاعلين في هذا الحدث الثقافي.

Share
  • Link copied
المقال التالي