تفاجأ المئات من المترشحين الأحرار للامتحانات الباكالوريا، المنحدرون من مجموعة من القرى والمدن الصغيرة جداً، بنقل مركز الاختبار صوب عواصم الأقاليم، في خطوة اعتبروها ضربة لمبدأ تكافؤ الفرص، وخطوة ستتسبب في إقصاء العديد من المواطنين من اجتياز هذا الاستحقاق، بسبب الإكراهات المادية التي فرضتها الجائحة.
وطالبت العديد من المواطنين المترشحين لامتحانات الباكالوريا، بتخصيص مراكز في المدن، على غرار ما قامت به المديريات الإقليمية خلال امتحانات الباكالوريا الدورة العادية، وذلك من أجل ضمان تكافؤ الفرص، وفسح المجال لجميع الأشخاص الذين لم ينالوا الشهادة خلال استحقاقات يونيو، في استدراك الأمر شهر يوليوز، بدل نقل المركز صوب عاصمة الإقليم.
وفي هذا السياق، راسلت فيدرالية جمعيات المجتمع المدني بالكارة، عامل إقليم برشيد، من أجل التدخل لدى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، للتراجع عن قرارها بشأن إقامة الامتحان الاستدراكي للأحرار، في عاصمة الإقليم، بدل المدن الرئيسية في المنطقة، على شاكلة ما قامت به في الاستحقاقات العادية.
وقالت الفدرالية في المراسلة التي اطلعت عليها “بناصا”، إنه على إثر القرار الذي خرجت به المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببرشيدـ والقاضي بإجراء الدورة الاستدراكية الباكالوريا الخاصة بالمترشحين الأحرار، بمدينة برشيد، عوض الكارة، فإن فدرالية جمعيات المجتمع المدني بمدينة الكارة تلتمس منكم الدفع من موقعكم من أجل مراجعة هذا القرار المجحف في حق مرشحي مدينة الكارة الأحرار”.
وأوضحت أنه “منذ سنوات خلت ومرشحو الباكالوريا حرة المنحدرون من الكارة ومن الجماعات القروية المحيطة بها، يحرمون من حق إجراء امتحاناتهم قريبا من مكان إقامتهم، وذلك على غرار السواد الأعظم من المرشحين بأغلب المدن والمناطق المغربية، بحيث كان عليهم اجتياز بها بمدينة برشيد مع ما يتطلبه ذلك من مشقة وعناء ونفقات إضافية لا طاقة لهم ولأسرهم”.
ونبهت الفدرالية، إلى أنه، لا أحد كان يهتم، منذ سنوات، بهذا المطلب، الذي كانت تخفت الأصوات المنادية به، قبل أن تظهر مرة أخرى مع اقتراب استحقاقات الباكالوريا، مسترسلةً أنه “نظرا للظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا بفعل أزمة وباء كورونا، وبسبب ضرورة احترام الإجراءات الاحترازية من أجل الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس، تقرر في السنتين الأخيرتين إجراء هذه الامتحانات بمدينة الكارة أخيراً”.
وأضاف المصدر، أن المترشحين، تفاجأوا، مؤخرا، بـ”قرار جديد خارج عن السياق يقضي بإجراء الدورة الاستدراكية هذه السنة بمدينة برشيد عوض الكارة، مما سيضع الممتحنين في وضع صعب لا يحسدون عليه، بحيث سيجدون أنفسهم مجبرين على التنقل حتى مدينة برشيد لإجراء هذه لامتحانات”، ومطالبين أيضا بـ”الاستيقاظ أبكر من بقية المترشحين”.
وسيكون المترشحون أيضا، وفق المراسلة، مجبرين على “الانتقال على متن سيارات الأجرة التي قد تتأخر أو تصاب بأعطاب أو تتعرض لحوادث ومجبرين كذلك على المكوث في الخلاء بين الحصص الصباحية والمسائية ومن بينهم إناث، ثم مجبرين على تحمل نفقات إضافية لا يتحملها غيرهم وتتمثل في مصاريف التنقل ذهاباً وإيابا لعدة أيام تباعاً ومصاريف الأكل والشرب وغيرها”.
وأشارت الفدرالية إلى أنه، “بالإضافة إلى ما سبق ذكره من إكراهات وتكاليف مادية ومعنوية، سيكون هؤلاء التلاميذ مطالبون بالحصول على شواهد تنقل استثنائية ومجبرين على أداء مصاريف تنقل مضاعفة بسبب الجائحة، علماً أن أغلب هؤلاء الممتحنين من الطبقة الفقيرة، كما أن من بينهم أمهات ومرضى وأشخاص في وضعية إعاقة وفتيات صغيرات السن يخشى عليهن أهلهن من التنقل لمدينة أخرى لوحدهن”.
ودعت الفدرالية، عامل الإقليم، إلى التدخل من أجل تنظيم امتحانات الدورة الاستدراكية بمدينة الكارة، لفائدة المترشحين المنحدرين منها ومن الجماعات القروية المجاورة لها، لتجنب ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين المغاربة، وتفادي أن يشعر الأشخاص الذين يقطنون بهذه المدن الصغيرة المهمشة، بأنهم مواطنون من درجة أدنى، على حدّ تعبير المراسلة.
تعليقات الزوار ( 0 )