أعاد تحريض جبهة البوليساريو الانفصالية، على قتل الصحافي بادي عبد ربو، المقيم بالأقاليم الجنوبية للمغرب، والذي كان عضواً سابقاً في جماعة الرابوني، قبل أن يُراجع مواقفه لاحقاً وهو يتولى الآن رئاسة لجنة الإعلام في حركة “صحراويون من أجل السلام”، ملفّ سجن الرشيد، الذي شيدته جماعة الرابوني في سبعينيات القرن الماضي، بغرض تعذيب المعارضين السياسيين لتوجهاتها.
وقال أحد أتباع البوليساريو، في تسجيل توصلت “بناصا” بسخة منه، إن لا يحب إعطاء أي أهمية لبادي، ولا تروجوا للشلح (الأمازيغ)، وهناك رجال في المنطقة، ومن يملك الرجولة ويعتبر صحراوياً حقيقياً عليه أن يتوجه إليه (أي إلى الصحافي)، ويطعنه بسكين حتى الموت، ثم ينتزع قلبه”، على حد ما جاء على لسان الشخص الذي قيل إنه ولد جعيدر، ابن أخت إبراهيم غالي.
وكان بادي، الصحافي الذي حرضت البوليساريو على قتله، قد صرّح أمس الأحد، لـ”بناصا”، قائلاً إن هؤلاء الأشخاص يهددون بالتصفية الجسدية في حق من يختلف معهم، وموضوع التصفية مرتبط بسجن الرشيد، الذي شيدته البوليساريو في السبعينيات”، متابعاً بأن أجيال الجبهة الشاب حملت نفس عقلية القتل التي كانت لدى قيادة الجبهة التي شاخت حالياً.
وتعود أسباب تهديد الصحافي بادي الذي يدير قناة “الغربية” على موقع “يوتوب”، ومواقع التواصل الاجتماعي، بالقتل، إلى فضحه للجرائم التي ترتكبها الجبهة الانفصالية، والتناقض الصارخ الذي تعيش فيه أجهزتها الداخلية، والمغالطات السياسية التي تنشرها في صفوف أتباعها، وذلك عبر فتح نقاشات مع أعضائها، واستضافة معتقلين سياسيين سابقين في سجونها.
ومارست الجبهة الانفصالية، داخل غياهب سجن الرشيد، مختلف أنواع التعذيب في حقّ معارضي توجهها السياسي واختياراتها العسكرية، والصحراويين الذين اختاروا فضح الجرائم التي ترتكبها جماعة الرابوني، مثل سيد أحمد لعروسي، الإعلامي بإحدى الإذاعات الإسبانية، والذي تم اختطافه من العيون، خلال مرحلة الاستعمار الإسباني، وتسليمه لأتباع جماعة الرابوني، الذين توجهوا به صوب “الرشيد”.
وكشف محمد مصطفى، أحد المعتقلين السابقين في سجن الرشيد، خلال استضافة سابقة له على قناة “الغربية” على “يوتوب”، بأن لعروسي، تم تعذيبه أمامه، حيث وضعوا له عوداً على يسار رأسه، وآخر على يمينه، ثم ربطوهما بإحكام، وبدأوا في ضربه بالصخور، إلى غاية تحطم فكه السفليّ، قبل أن يرموه في مكانٍ به أفاعي، من أجل أن يموت، غير أنه لم يُمسّ منها.
ويُعتبر لعروسي واحداً من أبرز الأسماء التي فضحت جبهة البوليساريو والجرائم التي ارتكبتها في حقّ معارضيها، بعدما كرّس حياته مباشرةً بعد إطلاق سراحه من سجن الرشيد، ومغادرته صوب أوروبا، لكشف المستور في مخيمات تندوف، حيث قام بتنظيم ندوةٍ شهيرة في أمستردام بهولندا، مع منظمة العفو الدولية، وهو ما دفع الأخيرة، للمطالبة بإنصاف ضحايا الرشيد.
وتروي شهادات أخرى صوراً صادمةً على ما يعيشه المعتقلون في سجن الرّشيد، حيث يقول محمد مصطفى، وهو مُعتقل سابق بتندوف، في خرجة إعلامية سابقة له، إنه تم اختطافه من الزويرات بموريتانياً، واقتياده صوب المعتقل المذكور، الذي شهد ممارسة حربٍ نفسية وتعذيب مروّع عليه وعلى بقية الأشخاص الذين كانت تحتجزهم الجبهة داخل “الرشيد”.
ووصلت وسائل التعذيب التي تمارسها الجبهة الانفصالية داخل المعتقل المذكور، إلى حدّ الاغتصام، وهو ما كشف عنه لهويدي أحمد فال، الذي قال في إحدى خرجاته الإعلامية على قناة “الغربية”، إن رفيقه بسجن الرّشيد، المسمى كاي سيدي يوسف، تعرض فعلاً للاغتصاب من طرف قيادة البوليساريو بـ”الرشيد”.
وسبق لبعض المعتقلين أن صوّروا مقطع فيديو من داخل السجن المذكور، خلال شهر غشت الماضي، مطالبين المجتمع الدولي بإرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق بشأن ما يقع داخل المعتقل، حيث قال الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو، إنه تم الزجّ بهم في السجن، من دون أي محاكمة، مُظهرين بعضاً من زوايا الغرفة التي احتجزوا بها، والتي لا تتوفر على أبسط الشروط المراعية لحقوق الإنسان.
تعليقات الزوار ( 0 )