وصل تحريض جبهة البوليساريو الانفصالية على قتل معارضيها داخل مدن الجنوب المغربي، إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعدما قرّر الصحافي بادي عبدربو، أحد الأشخاص الذين تعرضوا للتهديد بالتصفية الجسدية، بسبب فضحه للجرائم الإنسانية والانتهاكات الحقوقية التي ارتكتبها جماعة الرابوني في سجني الرشيد وكويرة بيلة، مراسلة الـ”UN”.
وقال بادي في رسالته إلى غوتيريش، التي توصلت “بناصا” بنسخة منها، إنه وهو وعدد من زملائه، إلى جانب أبنائه، للتهديد بالقتل والاغتصاب، من طرف جماعات منظمة تحمل اسم “كتبة التصدي للخونة والعملاء والأعداء والقبليين”، تابعة لجبهة البوليساريو، مضيفاً أن هذه الجماعات تدعو للعنف ضج الصحراويين.
وأوضح بادي بأنه بات هو، وزملائه في قناة الغربية على مواقع التواصل الاجتماعي، معرضين للقتل، من طرف تلك الجماعات التي تهدّد بتصفية كل الصحراويين الذين “انخرطوا في إطار حركة صحراويون من أحل السلام، وجاهروا بتصورهم السياسي الجديد الذي يتوافق مع دعوات مجلس الأمن الدولي في القرار 2468”.
وأشار بادي إلى أنه، بعد انخراط مجموعة من الصحراويين في المشاركة السياسية، التي “تدخل في صلب تقرير المصير المبنية على البحث عن حلّ ومخرج للأزمة الإنسانية بالصحراء الغربية الناتجة عن الاحتجاز الفكري الممارس منذ أربعين عاماً في المنطقة”، على حد ما جاء في المراسلة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة.
وأردف المصدر: “إننا نتعرض للتهديد بالقتل من قبل جماعات كثير منهم على التراب الجزائري، وبعضهم بدولة كموريتانيا والبعض بالمناطق الواقعة تحت سلطة المغرب، وجماعات أخرى بإسبانيا وفرنسا”، مسترسلاً بأنهم يحرضون الموالين لهم في مدينة العيون، على “القتل والعنف، كما يطالبوننا بالتخلي عن مهنة الصحافة التي نساهم من خلالها في فتح النقاش العمومي الصحراوي”.
وواصل بادي في المراسلة: “إننا مهددون في حياتنا وأسرنا ومطالبون بقوة العنف بالتخلي عن مهنة الصحافة والإعلام”، مشدداً على أن هذه الجماعات “التي تدعو إلى قطع رؤوسنا وتعتبر ذلك واجباً مقدساً، هم مناضلو جبهة البوليساريو”، منبهاً إلى أنه يملك “الأدلة الموثقة بحجم التهديدات وأماكن أصحابها ومستوى الإجرام الذي يدعون إليه”، لثني الصحراويين عن حق التعبير والانخراط في بديل سياسي.
وأبرزت الرسالة، أن الجبهة الانفصالية تمارس على الصحراويين “احتجازاً فكريا”، داعيةً الأمين العام للأمم المتحدة، إلى التفكير في صيغة تؤمن ممارسة حق الحياة والتعبير والمشاركة في مشروع سلمي يبعد المنطقة عن الحرب والخراب، ويضع بالمقابل شبكات التهديد المنظمة تحت صفة “كتيبة التصدي للخونة”، تحت المراقبة الدولية، مطالبةً الـUN، بإصدار أمر للمينورسو بفتح تحقيق في هذه الواقعة.
وفي سياق متّصل، راسل بادي أيضا، رئيس اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، معلماً إياهاً بتعرضه رفقة مجموعة من زملائه، للتهديد بالقتل من قبل مجموعة تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، بعدما تطرقوا إلى الجرائم التي ارتكبتها البوليساريو على التراب الجزائري ضد الصحراويين سنة 1974، أي خلال فترة الاحتلال الإسباني للصحراء.
وأوضحت المراسلة التي توصلت “بناصا” بنسخة منها، بأن هذه الجرائم التي ارتكبت سنة 1974، تعني أن “البوليساريو لم تطن حركة تحرير الأرض، بقدر ما كانت تسعى إلى تصفية سكان الإقليم، وهو ما وقع من إعدامات خارج القانون في حق أطفال ورجال وشيوخ، وأيضا من بينهم ضحايا أجانب، وأحدهم أمريكي الجنسية قتل في سجن الرشيد”.
واسترسل بادي بأن هذه المواضيع صنعت رأيا جديداً لدى الصحراويين، وبدأوا في بناء قناعات سياسية بناء على مقارنات وليس شعارات تروج في الشارع، الأمر الذي جعل البوليساريو، توجه وابلاً من التهديد والوعيد بالقتل، منبهاً إلى أن كلّ شيء موثق مع أماكن الأشخاص المنتمين لخلية التي تعتبر قتل معارضيها واجباً مقدّساً، ملتمساً من اللجنة، فتح تحقيق في الموضوع، قصد متابعة المتورطين.
تعليقات الزوار ( 0 )