اعتبرت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، أن استثمار نتائج الدراسة الدولية “PISA” (البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ) لسنة 2018، كأداة لتتبع وضعية المنظومة التربوية، يتيح إمكانية تقييم جودة المدرسة المغربية ووضع برامج كفيلة بتجاوز النواقص ومعالجتها، عند الاقتضاء.
وحسب بلاغ للوكالة، فإن عرض التقرير الوطني “PISA”، الذي كان محور ورشة عن بعد نظمتها أمس الأربعاء “الهيئة الوطنية للتقييم” لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، يشكل فرصة لفتح النقاش حول الجوانب التي تتطلب تجويدا على مستوى المنظومة التربوية على ضوء المقارنة الدولية، مبرزا أن عرض هذه النتائج يمكن من تدارس سبل استثمارها في مسارات الإصلاحات التي تهدف خاصة إلى تجويد تعلمات التلاميذ.
وشكلت هذه الورشة، أيضا، مناسبة لمشاطرة مختلف الأطراف الفاعلة في المنظومة التربوية نتائج التلاميذ المغاربة في هذه الدراسة الدولية التي شارك فيها المغرب لأول مرة، والتي تسلط الضوء على مستوى التلاميذ في ما يتعلق باكتسابهم لكفايات غير مبرمجة بالضرورة في المقرر الدراسي، ولكنها تعد أساسية لتعزيز قابلية تشغليهم والإسهام في نجاحهم على المستويات المهنية والاجتماعية والشخصية.
ويعتبر التقرير الوطني “PISA”، المعد بدعم من وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب وبفضل المواكبة التقنية لخبراء من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والمنجز في إطار التقييمات التي تنجزها بانتظام “الهيئة الوطنية للتقييم” من خلال تحليل المعطيات المستخلصة من الدراسات الدولية حول التعلمات، ثمرة للدعم المقدم برسم برنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الموقع بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية.
وفي هذا الصدد، أكدت المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، مليكة العسري، في مداخلة في افتتاح أشغال الورشة، أن هذا الدعم مكّن من تعزيز الكفايات الوطنية في مجال تحليل واستثمار المعطيات المستخلصة من التقييمات المنجزة على نطاق واسع، وذلك قصد إنتاج تقارير وأدوات عالية الجودة، قادرة على ترشيد صنع القرار في ما يتعلق بالسياسات العامة ذات الصلة بالتربية.
وأشارت السيدة العسري إلى أن هذا الدعم يندرج ضمن برنامج عمل مهيكل يروم تحسين نظام تقييم تعلمات التلاميذ في المغرب؛ ويشمل مجالات مختلفة، بدءًا من التكوين الأولي في ميدان التقييم ووصولا إلى تقييم أداء المؤسسات المدرسية، مرورا بمباشرة التقييم ومعالجة النواقص على مستوى الفصول المدرسية.
وأوضحت، خلال هذه الورشة التي ترأست أشغالها مديرة الهيئة الوطنية للتقييم، رحمة بورقية، أن برنامج العمل، الذي تم تحديده وتنفيذه بتنسيق مع الأطراف الفاعلة الرئيسية بقطاع التربية الوطنية والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، يتقاطع تماما مع أهداف الإصلاح التربوي والتوجهات العامة للنموذج التنموي الجديد.
وخلافا للدراسات التي تهتم بتقييم مكتسبات التلاميذ في علاقة بالمقرر الدراسي الذي تلقوه، فإن دراسة “PISA” تهتم بتقييم قدرة التلاميذ على تعبئة المعارف والكفايات التي اكتسبوها طيلة مسارهم وتطبيقها في وضعيات الحياة الواقعية.
وتهتم هذه الدراسة الدولية، التي تنجزها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على رأس كل ثلاث سنوات، بتقييم كفايات التلاميذ البالغين من العمر 15 سنة في ثلاثة مجالات أساسية، وهي فهم النصوص المكتوبة والرياضيات والعلوم.
ويحلل التقرير الوطني “PISA 2018” مستوى كفايات التلاميذ المغاربة في هذه المجالات الثلاث، بالمقارنة مع بعض البلدان الناشئة، وفي ارتباط بالعوامل ذات الصلة بالسياق، لاسيما تلك المتعلقة بالمحيط الأسري والمدرسي.
يشار إلى أن، “الهيئة الوطنية للتقييم” تستفيد كذلك من دعم “الميثاق الثاني”، بهدف تجويد “البرنامج الوطني لتقييم مكتسبات التلاميذ”، من خلال دمج تقنيات بلورة اختبارات تقييم الكفايات، والاختبارات التفاعلية، والاختبار بمساعدة الحاسوب.
تعليقات الزوار ( 0 )