شارك المقال
  • تم النسخ

تحديات تصدير الغاز الجزائري لإسبانيا بخط وحيد تهدد مفاوضات “عكس التّدفّق”

تهدّد المشاكل الكبرى التي تعترض مساعي الجزائر لضمان تزويد إسبانيا بحصتها الكاملة من الغاز، وعلى رأسها احتمالية عدم قدرتها على إيصال الكمية المطلوبة عبر السفن، المفاوضات المفتوحة بين الرباط ومدريد، من أجل استغلال الأنبوب المغاربي الذي ينتهي عقده متم شهر أكتوبر الجاري، لتصدير الغاز من الجارة الشمالية إلى المملكة.

وكانت وكالة “رويترز”، قد نقلت عن مسؤول مغربي، قوله، إن بلاده تبحث مع إسبانيا إمكانية عكس تدفق الغاز في خط الأنابيب المغاربي، وبدلاً من تصديره من الجزائر إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، سيتم تصديره من الأخيرة إلى المغرب، خصوصاً بعد تأكيد سلطات “قصر المرادية”، أنهم لن يقوموا بتجديد عقد الأنبوب.

وكشفت جريدة “إل إسبانيول”، أن القرار الجزائري، الذي سيدفع الأخيرة إلى تصدير حصة إسبانيا من الغاز، عبر السفن، بسبب عدم قدرة خط الأنابيب الوحيد الذي يربطها بألميريا، على نقل الكمية المتفق عليها، وضع حكومة مدريد، في موقف صعب، مع دخول فصل الشتاء، خصوصاً أن هناك نقصا كبيرا في إمدادات الغاز على المستوى العالمي.

وأضافت أن الجانب المغربي، يرى، أن إسبانيا، بإمكانها أن تشتري المزيد من الغاز الجزائرية، لإعادة تصدير كميات محددة منه نحو المغرب، لتلبية حاجياتها من هذه المادة، مسترسلةً أن “ما هو غير واضح، هو ما إذا كانت الجزائر مستعدة لتزويد إسبانيا بغاز إضافي للسماح بمثل هذه التجارة، وفي حال تم الأمر، فإن المغرب سيضطر وقتها لشراء الغاز بسعر السوق الدولي”.

وذكرت الصحيفة، أن المغرب يستهلك ما يزيد بقليل عن 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، منذ 2017، وتحتل المملكة المرتبة 88 عالميا في استهلاك الغاز، وتمثل الواردات 93 في المائة من إجمالي استهلاكه، من ضمنها 12 في المائة، كانت تأتي من الجزائر، فيما تستهلك إسبانيا 23 مليار متر مكعب سنويا من الغاز.

واسترسلت أن المغرب أمام خيارين، الأول أن تقوم إسبانيا، بمساعدته في العثور على بديل للغاز الذي سيفقده بعد توقف الأنبوب المغاربي، من أجل أن تعمل مدريد على استيراد كميات أكبر من الجزائر، وتصدير بعضها للمملكة، والثاني هو فتح شراكات اقتصادية جديدة مع نيجيريا، عملاق الهيدروكربونات.

ومن جهتها، تطرقت جريدة “Publico” الإسبانية، إلى الإكراهات التي تواجه حكومة مدريد، بعد إغلاق الأنبوب المغاربي، خصوصاً فيما يتعلق بمدى كفاية أسطول السفن الناقلة للغاز المسال، بالإضافة إلى الطلب العالمي المتزايد على هذه المادة الحيوية، في شهور فصل الشتاء.

وأوضحت أنه من حيث المبدأ، فإن هناك حوالي 500 ناقلة للغاز حول العالم، وهو عدد كافٍ، غير أن المشكلة، وفقها، هي أن “جميع البلدان في نصف الكرة الشمالي، من البرتغال إلى اليابان، تريد الحصول على الغاز خلال الشتاء، وهذا يمكن أن يخلق اختناقاً في سلاسل التوريد العالمية، كما يحدث في قطاعات أخرى”.

يشار إلى أن المغرب ونيجيريا، كانا قد أطلقا مشروعا ضخما لنقل الغاز إلى عدد من البلدان، عبر أنبوب يمتد من البلد الغرب إفريقي، مروراً بمجموعة من الدول، منها المملكة، ووصلاً إلى أوروبا، إلى جانب توقيع مجموعة من الاتفاقيات المتعلقة بتعزيز التعاون، والتي كان آخرها مذكرة التفاهم حول تطوير التكنولوجيا الحيوية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي