يحلم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بإقناع نظيره الفرسي إيمانويل ماكرون، بتقديم اعتذار رسمي عن مجازر الحقبة الاستعمارية، وإقامة حفل تكريمي لصالح ضحايا هذه المرحلة.
وكشف موقع “مغرب إنتلجنس”، أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يريد أن يجري زيارة رسمية إلى فرنسا في أكتوبر المقبل، غير أن الموعد الذي ما يزال يخضع للمفاوضات بين وزارتي الخارجية في البلدين، غير محسوم.
وأضاف المصدر، أن تاريخ هذه الزيارة، التي تعتبر في الجزائر العاصمة، بمثابة مشروع دبلوماسي ذو أهمية كبيرة لنظام تبون، مهدد، ويمكن أن يتعرض للخطر بسبب الصعود المحتمل لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي يعتبر التيار الأكثر عدائية لمصالح الجزائر، إلى السلطة في فرنسا.
وتابع الموقع الفرنسي، أن تبون يريد أن تطأ قدمه الأراضي الباريسية في الـ 17 من شهر أكتوبر، وهو تاريخ يتزامن مع ذكرى المجازر التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي ضد الجزائريين في سنة 1961، مردفاً أن “قصر المرادية”، يحاول إقناع “الإيليزيه”، بتنظيم حفل تكريمي بحضوره لضحايا هذه المأساة.
ووفق المصدر نفسه، يريد النظام الجزائري أن ينتزع من باريس تسوية دبلوماسية ذات أهمية غير مسبوقة في العلاقات الفرنسية الجزائرية، من خلال بسط السجادة الحمراء في قلب باريس، لعبد المجيد تبون، في هذا اليوم الرمزي، مع تنظيم حفل رسمي لإحياء ذكرى ضحايا القمع الاستعماري الفرنسي ضد الجزائريين.
ومن شأن هذه الخطوة، حسب “مغرب إنتلجنس”، أن تسمح لتبون بتقديم نفسه على أنه الرئيس الجزائري الأول والوحيد الذي حصل من فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، على اعتراف رسمي بجرائمها، وإجراء استجواب يمكنه تشبيهه باعتذار مقدم إلى الجزائر من قبل باريس، وهو ما يمكنه “أن يمنح تبون المجد الأبدي”.
هذا المشروع الدبلوماسي، لم تتم الموافقة عليه، حسب الموقع الفرنسي، الذي أوضح أن قصر الإيليزيه، لم يعط الضوء الأخضر للأمر، إذ إنه، بغض النظر عن الرغبة الشخصية لماكرون، فإن المؤسسة الفرنسية، لا ترغب في تحقق هذا الأمر، بسبب تأثيره السياسي والإعلامي على البلاد.
وذكر الموقع، أن آمال تبون في الحصول على هذا “المجد”، قد تبدد بشكل نهائي، بسبب تهديد حزب التجمع الوطني، حركة مارين لوبان، التي قد تصبح رئيسة للوزراء بعد الجولة الأخيرة للانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجرى في الـ 7 من يوليوز الجاري، التي انتهت بالفعل جولتها الأولى لصالح تحالف اليمين المتطرف.
ونبه “مغرب إنتلجنس”، في ختام تقريره، إلى أن تبون وغيره من القادة الجزائريين، يعرفون جيداً، أنه مع وجود رئيس وزراء من اليمين المتطرف، فإن الزيارة التي يرغب ساكن المرادية في إجرائها إلى باريس، ستصبح طي النسيان، لأن اليمين المتطرف، بالكاد يقبل على مضض أجندة ماكرون الاستثمارية في الجزائر.
تعليقات الزوار ( 0 )