بعد حوالي 3 أشهر من التفاؤل الذي ساد في صفوف مهنيي مختلف القطاعات بالمغرب، عقب إعلان وزارة الصحة في نوفمبر الماضي، عن قرب إطلاقها لحملة تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا، عاد التشاؤم لينتشر في أوساط المواطنين، ولاسيما في الميادين الأكثر تضرّراً من الجائحة، والتي يأتي على رأسها السياحة، بسبب التأخر الذي شاب انطلاقتها.
وكانت أغلب القطاعات بالمغرب وعلى رأسها تلك المرتبطة بالسياحة، قد تلقت أضراراً غير مسبوقةٍ بسبب الإجراءات التي فرضها تفشي جائحة كورونا، التي سُجلت أول حالة إصابة بها في المملكة، في شهر مارس الماضي، ما جعل من إطلاق حملة التلقيح ضد الفيروس، خبراً مهمّاً للغاية، غير أن مرور حوالي 3 أشهر عن الإعلان، دون أن تبدأ، ضاعف المخاوف من استمرار الوضع.
واشتكى العديد من مهنيي القطاع السياحي، الذي يأتي على رأس المتضررين من كورونا، من تأخر حملة التلقيح، التي جعلت شريحةً واسعةً منهنم تشرع في الاستعداد، لعودة عجلة الحركة الاقتصادية للدوران، لاسيما المدن غير الساحلية، التي تشهد توافد السياح في فصلي الخريف والشتاء، مثل شفشاون، وفاس ومراكش.
ونبه المشتكون في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن وضعيتهم التي كان يأملون أن تنتعش مع شروع الوزارة في حملة التلقيح شهر دجنبر الماضي، بات مؤكداً أنها ستظلّ على هذا النحو لعدة شهور مقبلة، الأمر الذي يفرض على الوزارة الوصية على القطاع، التدخل العاجل من أجل إنقاذ عشرات الآلاف من الأسر.
وفي سياق متصلٍ، راسلت الفدرالية الوطنية للنقل السياحي، والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، داعيةً إياه لتمديد الآجال المحددة لتسديد قروض النقل السياحي، من أجل تمين فرص الشغل لآلاف المستخدمين وعائلاتهم ممن يشتغلون في القطاع، منبهةً إلى أن الوكالات باتت على حافة الإفلاس، بسبب استمرار تداعيات كورونا.
واسترسلت الفدرالية في مراسلتها، بأن ما يزيد الوضع سوءاً هو ما وصفته باستمرار الضغوطات التي تمارسها بعض المؤسسات المانحة للقروض على مقاولات النقل السياحي، والتي وصل بعضها، إلى رفع دعاوى قضائية، مطالبةً والي بنك المغرب بتأجيل دفع الديون، إلى غاية متمِّ السنة الجديدة، لفسح المجال للقطاع ليستعيد عافيته.
وبرّرت الفدرالية مطالبتها للجواري بإرجاء آخر أجل لتسديد الديون إلى نهاية 2021، بالقول إن هذا التاريخ من شأنه أن يمنح الفرصة لدخول دول الاتحاد الأوروبي التي تُعد أكبر الأسواق الخارجية التي تُنعش ميدان السياحة، بعد تجاوز العالم للمرحلة الثالثة من الحجر الصحي، التي جاءت بعد الطفرة التي عرفها الفيروس.
وإلى جانب ذلك، يشير المصدر إلى أن العالم منشغل حالياً بعمليات التلقيح، والتي سبق وأعلن المغرب بأنها لن تنتهي قبل ماي المقبل، وهو ما يعني، وفق الفدرالية، أن معاناة القطاع السياحي والأزمة التي يمر بها ستتواصل، نظرا لأن القطاع مرتبط بشكل مباشر بالرحلات الجوية الخارجية، التي توقفت منذ شهور بسبب الفيروس التاجيّ.
وأوضحت الفدرالية بأن مقاولات النقل السياحي باتت مهددةً بالإفلاس، بعد أن توقفت عن العمل بشكل شبه كاملٍ، لمدة تزيد عن التسعة أشهر، مشددةً على أن هذا الوضع، يجعل من أداء الأقساط والحفاظ على مناصب الشغل، مستحيلاً، دايعةً في الوقت نفسه، إلى تمديد استفادة شغيلة القطاع من الدعم الشهري المحدد في 2000 درهمأً إلى غاية شهر يونيو من السنة الجارية.
تعليقات الزوار ( 0 )