بعد حوالي أسبوعين من القرار الصادم لوزارتي الداخلية والصحة، والقاضي بإغلاق 8 مدن مغربية بسبب التطورات الوبائية التي عرفتها في الفترة الأخيرة، والذي شكل بعد إصداره ما يشبه “البعبع” في وجه كل المواطنين الراغبين في إنعاش السياحة الداخلية، عادت العجلة الاقتصادية للأخيرة، إلى الدوران، في المناطق الأقل تضررا بالفيروس التاجي.
وقرر مجموعة من المواطنين السفر إلى الشواطئ المجاورة لمدنهم، بعد أن أمنوا، ولو مؤقتا، مفاجآت الحكومة المغربية، التي كانوا قد وجهوا لها انتقادات لاذعة على خلفية إغلاقها للمدن بشكل سريع ودون فسح المجال لخروج الزوار، وذلك قبل ستة أيام من عيد الأضحى الماضي.
وعرفت السعيدية، أمس السبت وصباح اليوم الأحد، توافد المئات من المواطنين من المدن القريبة، أحفير وبركان وبني درار ووجدة، وأكليم وزايو والناظور، وبعض القرى الصغيرة الواقعة في النواحي، من أجل الاستجمام، والاستمتاع بسويعات على الرمال الذهبية لشاطئها.
سمير (35 سنة)، ابن بركان، تواجد بالسعيدية يوم السبت، قال في تصريحه لجريدة “بناصا”:”إن المدينة الساحلية عرفت توافدا كثيفا للمواطنين من مختلف مدن الجهة الشرقية، وقد أقول إنه الأكبر منذ قرار الحكومة القاضي بإغلاق 8 مدن، لا أعرف السبب، ولكن على الأرجح أن الناس أمنت الوضع”.
وتابع المتحدث نفسه:”أعتقد أن قلة الإصابات بالجهة الشرقية، العامل الرئيسي لتوافد السياح على السعيدية”، مضيفا:”المحطة السياحية الأشهر في الشرق ليست الوحيدة التي توجه إليها المواطنون، فيوم السبت مثلا، عرف تواجدا كبيرا للزوار في شاطئ رأس الماء، وشاطئ تماضت بسيدي البشير”.
من جانبه أوضح مصطفى (45 سنة)، القاطن ببركان أيضا، والذي فضل التوجه إلى شاطئ “رأس الماء”، الذي يبعد عن “عاصمة البرتقال”، بحوالي 30 كيلومترا، والتابع ترابيا لإقليم الناظور، _أوضح_ لـ”بناصا” بأنه اختار”الذهاب لقابوياوا (رأس الماء)، مستغلا عطلة نهاية الأسبوع، واللافت أنها كانت ممتلئةً، عكس الأسبوعين الماضيين”.
وتابع المتكلم نفسه:”شاطئ رأس الماء عجَّ بالمصطافين على غير عادة الأيام الماضية، ربما قلة الإصابات المسجلة في إقليمي بركان والناظور، وراء ذلك، وربما خفوت صدمة القرار المفاجئ للحكومة أيضا له تأثيره”، مشيرا إلى أن “السعيدية هي الأخرى، كانت مكتظة بالمواطنين يوم أمس السبت”.
وكانت وزارتا الداخلية والصحة، قد قررتا، الأحد، الـ 26 من شهر يوليوز الماضي، منع السفر من وإلى 8 مدن مغربية، هي طنجة وتطوان وفاس ومكناس والدار البيضاء وسطات وبرشيد ومراكش، بسبب ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا بها، مع تأكيدها على دخول القرار حيز التنفيذ، بعد حوالي 5 ساعات من صدوره، الأمر الذي خلق ارتباكا واكتظاظا غير مسبوق في طرقات المناطق التي شملها “الإغلاق”.
مباشرة بعد القرار، تلقت الحكومة سيلا من الانتقادات، نظرا للطريقة التي أصدر الأمر بها، والتي جاءت بشكل مفاجئ، وفي وقت كان يستعد فيه المغاربة للاحتفال بعيد الأضحى، إلى جانب اضطرار العديد من المواطنين للعودة من بعض المدن، التي توجهوا إليها قصد السياحة، بالرغم من أن القرار لم يشملها، إلا أن مخاوفهم من أي خطوة جديدة للسلطات، دفعهم للفرار، قبل أن تخفت الصدمة قليلا بعد حوالي أسبوعين.
تعليقات الزوار ( 0 )