شارك المقال
  • تم النسخ

بيومِهم العَالمي.. المسنون بالمغرب “ركيزةُ مجتمعٍ” في دوامَة من مشاكلَ عدِيدة

يصادف 1 أكتوبر من كل سنة، اليوم العالمي للمسنين، ويمثل مناسبة لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن داخل المجتمع، ولهذه الفئة رمزية وقيمة مضافة داخل الأسر المغربية على اختلاف مستوياتها الاقتصادية في الوسطين الحضري والقروي من خلال نقل خبراتهم وتجاربهم المتنوعة.

ومن جهة أخرى لما ينقلونه من قيم ظلت محترمة في الأوساط الاجتماعية خاصة احترام الغير ورعاية الأطفال وتقدير التضامن العائلي والانتماء الجماعي للأسرة الذي أصبح للأسف يتراجع أمام التحولات السوسيو-اقتصادية والعمرانية التي أصبحت تطبع الأسرة المغربية في تحولها من أسرة ممتدة إلى أسرة نووية.

ظروف صعبة

ويعاني المسنون بالمغرب من مشاكل جمة، أهمها ضعف مؤهلات الأشخاص المسنين عموما، من حيث المستوى التعليمي، والوضعية الاجتماعية والاقتصادية والصحية، إذ أن 7 من بين 10 يعانون من الأمية، وأغلبهم لهم دخل محدود، علاوة على أن حوالي شخص مسن واحد من بين 10 يوجد في وضعية فقر، وأكثر من النصف مصاب على الأقل بمرض واحد مؤمن ولا يستفيد من العلاجات الطبية.

حاجة إلى الغير

ويحتاج أكثر من ثلثهم إلى الغير لإنجاز بعض الأشغال اليومية، يعيش الأشخاص المسنون في أوساط عائلية تتجه أكثر فأكثر نحو الأسر النووية، بالإضافة تغطية اجتماعية وصحية ضعيفة، ولا تشمل سوى شخص واحد من أصل خمسة أشخاص.

ويضطر بعض الأشخاص المسنين إلى مواصلة العمل، مع استمرار تبعيتهم للغير في تلبية حاجياتهم الأساسية، بسبب مبلغ المعاش الزهيد الذي يتلقونه، أو لعدم استفادتهم من التغطية الاجتماعية.

امتحان صعب

ومن جانب آخر تساهم اللامساواة بين الجنسين في جعل المرأة المسنة أكثر عرضة للهشاشة الاقتصادية، ولصعوبات الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، ولانعدام التغطية الاجتماعية والصحية، وما زالت الأسرة، وخاصة النساء داخلها، تضطلع بدور أساسي في التكفل بالأشخاص المسنين، والحال أن التحاق النساء المتزايد بسوق الشغل، على المدى المتوسط والمدى البعيد، سيضع حتما التضامن الأسري نحو الأشخاص المسنين أمام امتحان صعب.

وحدة وعزلة

ويعيش الأشخاص المسنون في مراكز الإيواء على إيقاع الوحدة والعزلة وانعدام الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية. وتستقبل هذه المراكز أحيانا فئات متنافرة وغير منسجمة من أطفال وأشخاص معاقين وأشخاص مصابين بأمراض عقلية وغيرهم. إضافة إلى ذلك، فإن المكلفين بالتأطير في هذه المؤسسات يفتقرون إلىالتكوين والتحفيز.

 كما أن البنايات والبنيات التحتية لا تتناسب غالبا مع احتياجات الأشخاص المسنين. ويعيش كثير من الأشخاص المسنين في مساكن غير متلائمة مع احتياجاتهم الخاصة. ويعانون داخلها من ضيق الفضاء، وانعدام الولوجيات، والبعد عن المرافق العمومي.

بالمجال العمومي

ويؤاخذ من ناحية أخرى عدم مراعاة تهيئة المجال العمومي توفير بنيات تحتية وأماكن عيش متلائمة مع الأشخاص المسنين، بحيث تسهل حركيتهم وتتيح لهم تحقيق ذواتهم والانخراط الفاعل في الحياة الاجتماعية كوجود أرصفة في حالة جيدة، ومراحيض عمومية، ومقاعد في المنتزهات وفي جنبات الطرق الكبرى والحدائق، ومراكز ثقافية للقرب، وغيرها.

 ومن أجل تجاوز هذه المشاكل، يجب الدعوة إلى احترام حقوق المسنين وصون كرامتهم، من خلال تحسين الرعاية الاجتماعية خاصة للذين يعيشون في وضعية هشاشة وتبعية، بالإضافة إلى تحسين التكفل بالمسنين وخاصة اعتماد إطار قانوني مؤسساتي يحميهم من مختلف أشكال الإهمال والمعاملة السيئة وغيرها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي