بين سواحل المغرب والجزائر، يترنح جثمان شاب مغربي، ضحية لمحاولة عبور محفوفة بالمخاطر، في حين يطول انتظار أسرته لوداعه الأخير، في مشهد مؤلم يعكس مأساة الهجرة غير الشرعية التي لا تزال تستنزف الأرواح والأحلام.
ففي شهر مارس الماضي، فجعت عائلة الشاب زكرياء رضوان بخبر فقدانه أثناء محاولته عبور مضيق جبل طارق سباحةً من سواحل بلده باتجاه سبتة المحتلة. وبعد أشهر من البحث والقلق، تأكدت الأسرة من وفاة ابنها بعد العثور على جثته على السواحل الجزائرية.
ومنذ ذلك الحين، تعيش العائلة في كابوس بيروقراطي، حيث تواجه صعوبات كبيرة في استعادة جثمان ابنها لدفنه في أرض الوطن، ورغم جهود النائبة البرلمانية فاطمة التامني التي وجهت نداءً عاجلاً إلى وزير الخارجية المغربي، إلا أن الجثمان لا يزال عالقاً بين الحدود.
وأوضحت النائبة التامني أن عائلة الشاب قد استنفدت كل السبل المتاحة للتعرف على مصير ابنها، وأنها لم تتلق أي معلومات من السلطات الجزائرية حول إجراءات نقل الجثمان، وأكدت أن الهدف الوحيد الذي تسعى إليه العائلة هو وداع ابنها وتأبينه وفقاً للتقاليد الإسلامية.
وتأتي هذه القضية لتسلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي تخلفها الهجرة غير الشرعية، حيث يدفع المهاجرون حياتهم ثمناً لتحقيق أحلامهم في حياة أفضل، كما تثير هذه القضية أسئلة حول مسؤولية الدول المعنية في التعامل مع مثل هذه الحالات، وتوفير المساعدة اللازمة للأسر المتضررة.
تعليقات الزوار ( 0 )