شارك المقال
  • تم النسخ

تتفوق فيها “جامعة لقجع”.. حرب مستعرة بين المغرب وبلجيكا على المواهب الكروية

يعيش الاتحاد الملكي البلحيكي لكرة القدم حالة استنفار قصوى، بعد استمرار نزيف هجرة أفضل المواهب الكروية من ذوي الأصول المغربية في المدارس البلجيكية، نحو الدفاع عن ألوان بلاد الأصول، المغرب، بعد اقتناعهم بمشروع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكانت آخر الضربات الموجعة التي تلقتها بلجيكا، عندما قرر خريجا مدرسة أندرلخت، الواعدان الظهير الأيمن علي معمر وصانع الألعاب أنس تجراوت عميد المنتخب البلجيكي لأقل من 18 سنة، التخلي عن تمثيل صغار “الشياطين الحمر”، والالتحاق بـ”أشبال الأطلس” بداية من التجمع المقبل للمنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة بعد أيام قليلة، فضلا عن مدافع جينك البلجيكي فيصل مزياني، الذي استطاعت الجامعة إقناعه من أجل الدفاع عن الألوان الوطنية بدل ألوان بلجيكا، علماً أنه سبق له اللعب مع المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة، في فترة سابقة.

سنحاول جرد تاريخ المواجهات بين الاتحاد البىجيكي والجامعة المغربية، التي تدور رحاها حول استقطاب المواهب من ذوي الجنسية المزدوجة، والتي اشتدت في الآونة الأخيرة وعرفت انتصارات ساحقة للمغرب.

بداية استقطاب المنتخب المغربي للاعبين الممارسين بالدوري البلجيكي كانت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وبداية تسعينياته، عندما تعرف المغاربة على المدافع الأيمن عبد الله ناصر، والمهاجم الأنيق محمد لصحف، الأول كان من لاعبي المنتخب بمونديال أمريكا 1994، أما الثاني فبسبب كسر مزدوج تعرض له، كان له تأثير بالغ على مستواه وساهم بشكل كبير في ابتعاده المبكر عن الملاعب.

نور الدين جباري كان أول لاعب من أصول مغربية يلعب للشياطين الحمر، وذلك في أواسط تسعينيات القرن الماضي، النجم السابق لأندرخت وجينت وبروج، وسيركل بروج لم يلعب إلا مبارتين فقط بألوان بلجيكا.

بعده تم استقطاب كل من زكرياء البقالي ومروان فلايني وناصر الشاذلي، هذان الأخيران بعد تألقهما مع المنتخب البلجيكي بمونديال البرازيل 2014، أحدثا ضجة كبرى وسط الشأن العام الرياضي المغربي، خاصة إذا علمنا أنه قد سبق لهما حمل الألوان الوطنية، مروان فلايني حضر لأحد تجمعات المنتخب الوطني للشبان والشاذلي لعب مقابلة حبية مع المنتخب الوطني للكبار في عهد المدرب البلجيكي إريك غيريتس.

الحقيقة، ومن مصادرنا الخاصة، أن كل ما أثير حول تعامل مدرب وطني معروف مع فلايني غير صحيح، وإنما فلايني آنئذ كان ذا مستوى ضعيف وجودة لا ترقى لما هو مطلوب، والمنتخب المغربي كان لديه في ذلك المركز لاعبين بجودة عالية، الأحمدي وهرماش على سبيل المثال، درس استبعاده من شبان المنتخب أفاد كثيرا فلايني، حيث اشتغل واجتهد وتطور مستواه بشكل لافت، وعندما اتصلت به الجامعة من أجل تمثيل المنتخب الأولمبي المغربي، رفض تلبية الدعوة وقرر تمثيل بلجيكا.

أما ناصر الشاذلي فقد كان واضحا وصريحا منذ البداية بأنه سيلتحق بالمنتخب من أجل التعرف عن قرب على أجواء المنتخب المغربي، وبعد ذلك يقرر، فعلا حضر لودية إيرلندا الشمالية يوم 17 نونبر 2010، بمدينة بلفاست الإيرلندية التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1 – 1، ليقرر بعد ذلك الدفاع عن ألوان بلجيكا بمبرر عدم رضاه عن الأجواء السائدة داخل المنتخب الوطني المغربي.

بعد هاتين الضربتين اللتان كانتا موجعتين للجامعة الملكية المغربية، نهجت الجامعة سياسة أخرى في التعامل مع المواهب المغربية في بلجيكا، سياسة تعتمد على التنقيب والمواكبة المستمرة عن قرب والتواصل الدائم مع جميع اللاعبين بدون استثناء، وأولياء أمورهم كذلك، من أجل إقناعهم بمشروع الجامعة، على كل المستويات وفي جميع الأكاديميات، فضلا عن تهييء الأجواء داخل المنتخبات السنية ومحيطها. والبداية كانت بلاعبي كلوب بروج وستاندرد دولييج نبيل درار، والمهدي ݣارسيلا، اللذان مثلا المنتخب المغربي في كأس العالم 2018 بروسيا.

قبيل مونديال قطر اشتد وطيس المعركة بين الاتحاد الملكي البلجيكي والجامعة الملكية المغربية، عندما علم “البلاجكة” بأن أحسن ما لديهم من المواهب في الدوري البلجيكي، أو حاملي الجنسية البلجيكية، قد حسموا اختيارهم الدولي بالدفاع عن ألوان أرض الآباء والأجداد المغرب.

حاولوا الإغراء والضغط، ولكن دون جدوى، إلياس السيباوي نجم بيرشوت فضل الدفاع عن ألوان المنتخب الأولمبي المغربي ودعوة مارتينيز المدرب السابق لكبار بلجيكا لازالت في جيبه، بنيامين بوشواري أحسن لاعب واعد في الدوري الهولندي – القسم الأول – الموسم الماضي، ونجم وسط سانت إيتيان الفرنسي حاليا، اختار المغرب، إسماعيل الصيباري نجم ب س ف إيندهوفن فضل الدفاع عن ألوان المنتخب الأولمبي المغربي، على ارتداء قميص كبار بلحيكا، إبراهيم صلاح الجناح الطائر لجينت البلجيكي سابقا، ورين الفرنسي حاليا، عندما اتصلوا به من أجل الالتحاق بمنتخبهم الأولمبي، أخبرهم بأنه سيشد الرحال نحو مركز محمد السادس بالمعمورة قرب العاصمة الرباط.

لكن تبقى أقوى الضربات التي تلقتها الإدارة التقنية البلجيكية وزلزلت بيتها الداخلي، هي خسارتهم للجوهرة بلال الخنوس صاحب الـ18 عاما، الذي كان يعتبر أصغر لاعب في الدوري البلجيكي الممتاز، وأفضل لاعب واعد في الدوري البلجيكي الممتاز، حاولت بلجيكا بخيلها وخيلائها استقطابه لصفوفهم، لكنه أبى، حاولوا الضغط حينا والإغراء بمجاورة هازارد ودي بروين وكورتوا أحيانا، لكنه أخبرهم بأن القلب والعقل قد اختارا ألوان الوطن.

أما آخر ضربة تلقتها بلجيكا وحتما لن تكون الأخيرة، هي تغيير وجهة نجم بينرلي الإنجليزي الواعد أنس زروري قبيل المونديال الأخير بقطر، فبعد أن كان يدافع عن ألوان المنتخب البىجيكي لأقل من 21 سنة، وبدون مقدمات التحق بالمنتخب المغربي المشارك بكأس العالم الأخير بقطر، ضربة تمت في وقت قياسي وغير مسبوق وفي أقل من 24 ساعة فقط، كأسرع تغيير جنسية رياضية في التاريخ.

وللأمانة أنس كان قد اختار المغرب قبل المونديال، بلجيكا عندما بلغها الأمر اتصلت به بكبار قومها من أجل العدول عن قراره لكنه صمد، ولم يرضخ لضغوطاتهم، حتى أراد له الله عز وجل خيرا من ذلك كله، وهو المناداة عليه في آخر لحظة للمشاركة في كأس العالم معوضا أمين حاريث المصاب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي