Share
  • Link copied

بين الخط الثوري والخط الإصلاحي.. الإصلاحية المغربية وسط مد ثوري هائج

تزامنا مع ذكرى مرور 10 سنوات على “ثورة الياسمين”، التي شارك فيها التونسيون بقوة في الاحتجاجات الشعبية ضد نظام بن علي، والتي تصادف الـ14 من يناير، قال الباحث الأكاديمي، وعضو “منتدى مغرب المستقبل”، إدريس جنداري، “إن الإصلاحية المغربية تعيش وسط مد ثوري هائج، بين الخط الثوري و الخط الإصلاحي”.

وأضاف جنداري، “أنه في المسار السياسي للمغرب المعاصر، تشكل خطان سياسيان متوازييان، خط ثوري، استلهم مبادئه من الحركة الثورية العالمية، وخصوصا التجربة الشيوعية والتجربة الإسلامية الشيعية. ولذلك، فقد كان امتداده الإيديولوجي يساريا جذريا تارة (منظمة إلى الأمام) وإسلاميا جذريا تارة أخرى (العدل و الإحسان)”.

وأوضح المتحدث ذاته، ضمن تصريح أدلى به لجريدة “بناصا”، “أن المشترك بين اتجاهي هذا الخط، رغم تناقضهما الإيديولوجي، هو توظيف الآليات الثورية، في بعدها الانقلابي، من أجل تحريف المسار إلى الاتجاه المعاكس”.

وشدد الكاتب والباحث الأكاديمي المغربي، وصاحب كتاب «المسألة السياسية في المغرب» في هذا السياق، “أن هذا التغيير في المسار، يتجاوز الدولة إلى المجتمع، من منظور شمولي يسعى إلى تأسيس النظام/المجتمع البديل”.

“أما الخط الإصلاحي، فهو ذو اتجاه وطني صرف، لم يستورد آلياته الإيديولوجية من الخارج، بل آمن بنضج تجربته الوطنية، وعمل من داخلها على تطوير أدوات التفكير والممارسة بهدف صياغة نموذج وطني إصلاحي يسعى إلى التغيير كأفق سياسي واجتماعي”.

وأبرز الباحث الأكاديمي، “أنه ضمن هذا الخط يمكن استحضار تجربة حزب الاستقلال ذي المرجعية الإسلامية المحافظة، وحزب الاتحاد الاشتراكي ذي المرجعية الاشتراكية التقدمية”.

وأضاف، “أنه من خلال استقراء تجربة الخطين السياسيين، على امتداد تاريخ المغرب المعاصر، يمكن استنتاج خلاصتين في منتهى الأهمية، وهما معا قابلتان للتعميم في مغرب المستقبل”.

ومن جهة أولى، “يعتبر الخط الثوري، ببعده الانقلابي، مغامرة غير محسوبة العواقب، لأنه لا يمتلك من نضج السيرورة ما يمكنه من إحداث تحول مرن ينقل الدولة/الشعب بين المراحل دون زعزعة استقراره”، وفق تعبر المتحدث.

وأشار جنداري، إلى أنه “برغم الإيهام بقدرة الآليات الثورية على تنقيذ المهمة باستعجال، فإن الانحراف الحاد بالدولة والمجتمع نحو الاتجاه المعاكس، يمكنه أن يفجرهما معا ويعبث بمكوناتهما التاريخية، إلى درجة استحالة إعادة تركيبهما بشكل جديد”.

ومن جهة أخرى، يعتبر الخط الإصلاحي، كسيرورة تاريخية، خيارا واقعيا صائبا، ويمتلك من الرصانة ما يمكنه من نقل الدولة والمجتمع بين المراحل بشكل سلس وآمن.

وأضاف المصدر ذاته، “أن الخط الإصلاحي لا يعدم مشروع التغيير، بل يعتبره خاصية المجتمعات والدول، لكنه تغيير يقرأ التاريخ، فيزيائيا، باعتباره حركة مستمرة يتحكم فيها قانون التطور والتقدم”.

وأشار عضو “منتدى مغرب المستقبل”، إلى أنه “بقدر ما يجب الحذر من الجمود كحالة منافية لطبيعة الأشياء، يجب الحذر كذلك من الحركة العشوائية التي لا تنصت لنبض التطور والتقدم، ببعدهما المعرفي الخالص الذي تتحكم فيه قوانين الاجتماع والسياسة والاقتصاد”.

وأضاف، أن هذه المعطيات الموضوعية، التي تغلب كفة النفس الإصلاحي، هي التي تحكمت في خلق الطريق الرابع الذي يوجه «منتدى مغرب المستقبل» باعتباره إمكانية سياسية جديدة من خارج الإمكانيات التقليدية المطروحة. فالخط الإصلاحي مرتكز أساسي في مسار المنتدى، نتج عن قناعة فكرية و سياسية، و ليس تكتيكا سياسيا بأهداف انتخابية

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن الحركة والتغيير، من منظور إصلاحي، هو فعل عقلاني ناضج يرتكز على أرضية فكرية وعلمية صلبة لا تتزعزع.

Share
  • Link copied
المقال التالي