Share
  • Link copied

بوصوف: الإعلام ارتبط بالنزاعات العسكرية وحوار الحضارات يعاني من عطب معرفي

سلط الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، الضوء على الإشكاليات المتعلقة بأدوار الإعلام في النزاعات في ارتباط بحوار الحضارات في مداخلة بمدينة فاس في إطار ندوة حول الموضوع نظمتها الفدرالية المغربية لناشري الصحف أمس السبت.

وفي مداخلته خلال هذه الندوة التي ترأسها  الدكتور عبد الوهاب الرامي، الاستاذ بالمعهد العالي للاعلام والاتصال، توقف  بوصوف على الأهمية التي تحظى بها مدينة فاس وخاصة جامعة القرويين كمنارة علمية في حوار الحضارات والتقارب بين الثقافات،  وهي الجامعة التي يعود إليها الفضل في  الاستقرار الديني والسياسي الذي يتمتع به المغرب الى اليوم بفضل تكوينها لأكبر رجال الحركة الوطنية، ومعظم العلماء المغاربة.

وأبرز بوصوف على أن تطور الاعلام ارتبط بتطور النزاعات، واستعرض في هذا السياق محطات تاريخية من العلاقة المشتركة بين الإعلام والنزاعات مثل تطور الاذاعة مع الحرب العالمية الثانية وقدرتها على اختراق حدود العدو بما تبثه عبر موجاتها، ودور القنوات التلفزية في التمهيد وتأجيج النفسيات لتبرير التصعيد في النزاعات مثل دور قناة فوكس نيوز الامريكية في حرب العراق، وقناة الجزيرة في اعطاء نظرة مغايرة، مشددا على أن الإعلام الموضوعي والملتزم بأخلاقيات المهنة ليس هو من يؤجج الصراعات والانقسامات والحروب، ولكنها أدوار يضطلع بها الإعلام الذي جعل نفسه اداة في يد السلطة السياسية أو المالية لخدمة اجنداتها.

وخلال حديثه على المرحلة الحالية في العديد من الدول، خلص بوصوف إلى أن الأصوات المسموعة أكثر في وسائل الإعلام هي تلك التي تشجع على التطرف وعلى التقسيم، مشيرا إلى أن الاعلام يتحمل جزء من المسؤولية في ذلك لأنه يضخم هذه الاصوات ويجعاها وكأنها تمثل الأغلبية.

وفي هذا السياق عرج بوصوف على اشكالية استعمال الاعلام في صراع هوياتي من أجل ادكاء الصدام والصراع داخل المجتمع الواحد مثما هو الشأن عليه الآن في الحملة الرئاسية الفرنسية حيث يقوم مرشح ذو توجه يميني متطرف بالاعتماد على قدراته الاعلامية  ووسائل اخبارية من أجل بث الكراهية والتفرقة في المجتمع ويجعلها اساس برنامجه الانتخابي الذي يفتقد لمشروع مجتمعي ولا يحمل حلولا للإشكاليات المختلفة التي يعرفها المجتمع الفرنسي.

وحول النقاش المطروح حول حوار الحضارات الذي بدأ في مجمع كاثوليكي قبل عقود، اعتبر بوصوف أنه يعاني من الكثير من الاعطاب ولم يؤدي إلى النتائج المطلوبة لانه لم يبنى على أسس مثينة، ولأنه لا يعتمد على معرفة حقيقية بالآخر  ولكن على التصروات التي يحملها كل طرف على آخر. وقد ساهمت في هذا التجاهل المشترك بحسب نفس المتدخل، تحول  إلى الاعلاميين وخريجي العلوم السياسية الى مراجع علمية، بدل المفكرين والاكاديميين الذين يعتمدون على مناهج علمية وفكرية دقيقة؛ وهو ما أصبحنا نستشعره في النقاشات بين الاسلام والغرب على سبيل المثال.

وشهدت الندوة الفكرية مداخلات لكل من الامين العام للرابطة المحمدية للعماء، محمد العبادي، الذي ركز على ضرورة تفكيك عناصر الحضارة من أجل استشراف وسائل وتقنيات الحوار الحضاري، وعلى أهمية التكوين والتوثيق من أجل تأسيس التجارب الفضلى محليا من اجل التأسيس لحوار عام؛ بالإضافة الى الباحث عز العرب الحكيم بناني، الذي ركز على الحدود بين حرية التعبير والجانب القانوني وحقوق الانسان، وكذا مداخلة لرئيس النقابة الوطنية للصحافة عبد الله البقالي الذي أعطى وجهة نظر مهنية حول تناول الصحافي للقضايا المرتبطة بالنزاعات.

Share
  • Link copied
المقال التالي