كشفت تقارير صحفية إسبانية، أن أزمة حكومة مدريد مع المغرب، تشهد، في الفترة الأخيرة، العديد من الإشارات الودية التي تبشّر بقرب انتهاء الاحتقان الدبلوماسي بين البلدين الجارين، وذلك بعد حوالي 4 أشهر على اندلاعها، عقب استقبال الجارة الشمالية لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، من أجل الاستشفاء بعد تعرضه للإصابة بفيروس كورونا.
وقالت “إلباييس”، في تقرير حديث لها، إن الصمت في الدبلوماسية لا يقل أهمية عن الكلمات، كما أن الإيماءات أكثر بلاغة من أي بيان، موردةً أن عدم ذكر الملك محمد السادس في خطاب العرش، للأزمة مع إسبانيا، لم يمر مرور الكرام بالنسبة لقصر سانتا كروز، مقر وزارة الخارجية الإسبانية، حيث اعتبرته الخطوة الأولى لإخماد الحريق، بعد تجنب الرباط رمي مزيد من الحطب عليه.
تجنّب التصعيد، لم يأت فقط من الجانب المغربي، حيث تلاه تقديم ملك إسبانيا، فيليب السادس، لرسالة تهنئة إلى نظيره المغربي، بمناسبة الذكرة الـ 22، لتوليه العرش، كما أعقب هذا الأمر، تتابع الجريدة، رفع الخارجية المغربية لـ”الفيتو”، عن سفارة الجارة الشمالية، في الـ 5 من غشت الجاري، ودعوتها لها، مع بقية الدبلوماسيين بالمغرب، لزيارة مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية.
“إلباييس”، اعتبرت أن هذه اللفتة الرسمية، مهمة، بعدما كانت الخارجية المغربية قد نبذت السفير الإسباني ريكاردو دييز هوشلايتنر، واستبعده من مثل هذا النوع من المناسبات، والأهم من ذلك تقول الصحيفة الإسبانية، أن قوات الأمن المغربية، تدخلت بكل قوتها، خلال عدة مناسبات في آخر 10 أيام، من أجل صدّ مهاجرين سريين، حاولوا تسلق سياج مليلية المحتلة.
وذكر المصدر، أن البحرية الملكية المغربية، أنقذت، خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس، أربعة قوارب على متنها 180 شخصا، غادرت طرفاية في اتجاه جزر الكناري، منبهةً إلى أن هذه “الإيماءات” المرئية تحدث بالتوازي مع محادثات سرية بين الحكومتين، بعد فترة من القطيعة، توقفت فيها الاتصالات، باستثناء تلك التي يكون فيها وسطاء.
وأفادت الجريدة، أنه، كانت هناك اجتماعات بين هوشليتنر سفير إسبانيا لدى المغرب، وكريمة بنعييش، سفيرة الرباط بمدريد، والتي تتواجد في المملكة بعد استدعائها للتشاور، وأيضا بين الأخيرة والمدير العام للمغرب العربي بوزارة خارجية مدريد وقتها، إيفا مارتينيز، قبل أن تتواصل الاتصالات مع الفريق الجديد لرئيس الدبلوماسية المعين مؤخرا.
ونبهت “إلباييس”، إلى أن وزارة الخارجية الإسبانية ونظيرتها المغربية، تتكتمان على التواصل بينهما، مردفةً أنه لم يكشف لحد الآن، ما إن كان خوسيه ألباريس، قد تواصل بالفعل مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، قبل أن تأتي مندوبة حكومة سبتة المحتلة، سلفادورا ماتيوس، وترفع توقعات الانفراج، عقب قولها إن العلاقات الثنائية “جيدة جدا”، متوقعةً نتائج أفضل في الأيام المقبلة.
واعترفت مصادر دبلوماسية، وفق ما جاء في الصحيفة، بأن حل الأزمة يسير على الطريق الصحيح، غير أن هناك بعض العقبات التي يجب إزالتها، مسترسلةً أن الحدود مع سبتة ومليلية المحتلتين، ما تزال مغلقة، بسبب فيروس كورونا، وهي من بين القضايا التي يجب معالجتها، مشيرةً إلى أن حكومة سبتة كانت قد اقترحت ضم المدينة لشنغن، ومنع مغاربة الجوار من دخولها دون تأشيرة.
وأبرزت الصحيفة، أنه بعد شهر واحد، على تولي ألباريس منصب وزير الخارجية خلفاً لأرانشا، ما تزال زيارته إلى الرباط معلقة، حيث تؤكد مصادر دبلوماسية، أن الأمر لا يستحق مجرد صورة مع بوريطة، بل بوجود ضمانات بأن المشاكل التي وقعت بين المملكتين، لن تتسبب في أزمة أخرى في الفترة المقبلة.
تعليقات الزوار ( 0 )