شارك المقال
  • تم النسخ

“بن بطّوش”.. اللّعنة “المزلزلة” التي ما زالت تلاحقُ مكوّنات الحكومة الإسبانية

لم تكن الحكومة الإسبانية، وهي تقبل، في أبريل الماضي، دخول إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، تتوقع أن تتسبب الواقعة في زلزال مدمّر داخل أروقة السلطة التنفيذية في مدريد، وألا تتوقف ارتداداته حتى بعد مرور شهور عليه، وتتستمر في إسقاط مسؤولين كبار في الجارة الشمالية، واستدعاء آخرين إلى القضاء.

ووصفت جريدة “لاراثون”، الإسبانية، في تقرير حديث لها، قضية دخول غالي إلى الجارة الشمالية، بطريقة غير قانونية، ودون الإدلاء بوثائقه الشخصية، مع تسجيله بهوية مزورة في مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو، بـ”اللعنة” التي وصلت، الآن، إلى وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا.

وكشفت لاراثون، منذ أبريل الماضي، عن تواجد غالي في إسبانيا، وعواقب ذلك على العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، كما تابعت الصحافة المغاربية ووسائل الإعلام السياسية الأحداث القضائية للقضية باهتمام غير عادي، بالخصوص، تلك المستمدة من الدخول غير القانوني المزعوم إلى البلد.

وتابعت أنه شيئا فشيئا، بدأت خصلة الشعر تتفكك، والآن يتعين على غونزاليس لايا، أن تقرر “ما إذا كانت ستأكل لعنة بن بطوش أو تصعد إلى الأعلى في مسألة قد تصل إلى رئاسة الكحكومة”.

واسترسلت أنه، من اللافت للنظر، أن نائب رئيس الحكومة السابق، بابلو إغليسياس، من بوديموس، وهو حزب يحافظ على علاقاته بالبوليساريو، ومن المنطقي، وفق الصحيفة، أن يكون على علم أو استشارة بشأن استقبال غالي في البلاد، يبدو في مأمن من أي تأثير، ولا توجد أي معطيات عن تورطه في الملف”.

وزادت أنه في هذه الأثناء، تتم متابعة العملية القضائية، و”اللعنة” المذكورة أعلاه، التي وقعت على الحكومة الإسبانية، في الوقت الذي يراقب فيه المغرب كيف أن القضاء الإسباني، يفي بالتزاماته، ويحقق في الأمور لغاية النهاية، مؤكدةً أن الشكاوى الدبلوماسية المقدمة من الرباط، ثبت أنها صحيحة، لأن إسبانيا، رحبت بالعدو الأول للمملكة، في أراضيها.

وذكرت تقارير إسبانية، أن القاضي رفائيل لاسالا، افتتح للتو جبهة جديدة في الملف، بعد توجيه الاتهام إلى وزيرة الخارجية السابقة أرانشا غونزاليس لايا في الإجراء، مطالبا بالتحقيق فيما إن كان هناك أي متابعة في حق غالي، في الدول الـ 26 التي تعدّ جزءاً من منطقة شنغن.

وأوضحت التقارير نفسها، أن الدوائر الحكومية التابعة لبيدرو ساتشيز، تقاتل من أجل الدفاع عن أرانشا، ورئيس ديوانها كاميلو فيلارينو، من التهم الموجهة إليهم، مردفةً أن القاضي حذّر من أن رفض الوزيرة السابقة الاستجابة للاستدعاء، سيدفعه إلى إصدار أوامر للشرطة بإلقاء القبض عليها وإحضارها للمثول أمامه في الـ 4 من أكتوبر المقبل.

وكان غالي قد دخل إلى إسبانيا في الـ 18 من شهر أبريل الماضي، بهوية مزورة، من أجل الاستشفاء بعد تعرضه للإصابة بفيروس كورونا المستجد، قبل أن يكتشف المغرب ذلك ويقرّر قطع علاقاته مع الجارة الشمالية، لغاية توضيح المواقف الرسمية للجانبين، بعد أن اعتبر الخطوة طعنة في الظهر، وإخلالا بالثقة المتبادلة بين مدريد والرباط.

جدير بالذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية، بدأت تعود إلى طبيعتها مباشرةً بعد إقالة وزيرة خارجية الجارة الشمالية غونزاليس أرانشا، قبل أن يعلن الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك والشعب، عن تجاوز إحدى أكبر الأزمات الدبلوماسية في تاريخ البلدين الجارين، واستعداد الجانبين لدخول مرحلة غير مسبوقة في الشراكة بينهما.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي