أفاد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الاثنين، بأن الوزارة اعتمدت برنامجا استعجاليا لضمان الاستمرارية البيداغوجية بالمناطق المتضررة من الزلزال يتضمن شقا ماديا وآخر تربويا.
وأوضح بنموسى، في معرض جوابه على سؤال شفوي آني بمجلس النواب حول “الخطة الاستعجالية لتأهيل قطاع التعليم في المناطق المتضررة من الزلزال”، أنه بالنسبة للشق المادي لهذا البرنامج، فقد أسفرت عملية التشخيص وتقييم الأضرار المادية للزلزال، إلى تصنيف المؤسسات التعليمية، حسب حجم الأضرار ودرجة الخطورة، إلى مؤسسات تستوجب الهدم الكلي أو الجزئي وإعادة البناء، وأخرى تتطلب الإصلاح والتأهيل، مشيرا إلى حصر حوالي 1000 مؤسسة تعليمية، بالإضافة إلى مجموعة من الداخليات ووحدات التعليم الأولي.
وأبرز أن الوزارة بادرت إلى اتخاذ مجموعة من الصيغ والبدائل والحلول الميدانية الكفيلة بضمان الاستئناف الفوري للدراسة بهذه المؤسسات، من ضمنها تحويل التلاميذ من فصل دراسي لآخر داخل نفس المؤسسة التعليمية، أو نحو مؤسسات آمنة ومجاورة، حيث تم في هذا الإطار تنقيل حوالي 7000تلميذ يدرسون بالسلك الثانوي؛ واستقبال التلاميذ داخل خيام مجهزة، كمؤسسات تعليمية ميدانية أو كفصول دراسية يتم استعمالها بشكل مؤقت بالمناطق الصعبة الولوج، مع إضافة المرافق الصحية، وخاصة بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، حيث سيبلغ عدد الخيام حوالي 1200 خيمة.
ومن ضمن هذه التدابير، يضيف الوزير، توفير الوحدات الدراسية المركبة المسبقة الصنع على مدى شهرين، إذ سيبلغ عددها حوالي 1.400 حجرة، فضلا عن توفير المرافق الصحية ومكاتب الإدارة؛ ومواكبة تمدرس التلاميذ عبر التكيف مع التجمعات السكنية المؤقتة في المناطق المتضررة؛ وتوفير النقل المدرسي للتلاميذ، بتنسيق مع مجالس الأقاليم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ وإيلاء عناية خاصة لموضوع سكن المدرسات والمدرسين المشتغلين بالدواوير.
وأكد في هذا السياق أن مجهودات توفير فضاءات الاستقبال، والتي تمت مواكبتها من الناحية التربوية، أسفرت عن العودة التدريجية للتلاميذ، بمختلف الفصول الدراسية، وذلك ابتداء من يوم الإثنين 18 شتنبر الماضي. وفيما يتعلق بالشق التربوي لبرنامج التدخل الاستعجالي، أوضح السيد بنموسى أنه يشتمل على مجموعة من التدابير البيداغوجية، من بينها فتح قنوات للتواصل مع الأسر قصد التحاق من لم يلتحق من أبنائهم بالمؤسسات التعليمية، وتكييف استعمالات الزمن بالنسبة لتلاميذ القاعات الدراسية التي تم غلقها، وتفعيل خيار اللجوء إلى تقليص الغلاف الزمني للحصص التعليمية في الثلاثة أشهر التي تلي الزلزال، والرفع من الأنشطة الرياضية والفنية للتخفيف من الضغط النفسي، والاستعداد للرجوع إلى الوضعية الطبيعية التي كانت قبل الزلزال.
كما تهم هذه الإجراءات تقديم الدعم النفسي للتلاميذ، حيث تم تنظيم تدريب مكثف لـ 250 من أطر الدعم النفسي والاجتماعي، بتعاون مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وفسح المجال للعديد من الجمعيات الثقافية والفنية والرياضية لتنظيم أنشطة مشتركة مع أطر المؤسسات التعليمية، ثم توزيع محافظ جديدة وكتب وأدوات جديدة لتعويض الخسائر التي خلفها الزلزال.
تعليقات الزوار ( 0 )