اعتبر عبد الإله بنكيران، أن لحظة “البلوكاج” التي قام بها عزيز أخنوش، خلال مشاورات تشكيل الحكومة الثانية لحزب العدالة والتنمية سنة 2016، كانت أصعب لحظة بالنسبة للحزب والبلاد، منتقداً بشدة مجموعة من القرارات التي اتخذتها الحكومة الحالية منذ تنصيبها.
وقال بنكيران، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، المقام في مدينة بوزنيقة، إن “البلوكاج” كان صعبا على الحزب والبلاد، مضيفاً أن المغرب لم يتجاوز عواقبه بعد “لأننا لم نجد الاستقرار الذي كان من الممكن أن يحصل، عبر بقائنا في الحكومة إلى غاية خروجنا منها في ظروف عادية”.
وانتقد بنكيران بشدة، قرارات “حكومة أخنوش” خلال الشهور الأولى من توليها للمسؤولية، من بينها تسقيف سن التعاقد في 30 سنة، الذي تسبب في حرمان مجموعة من الشباب رجلاً ونساء من الولوج إلى وظيفة التعليم، معترفا أن حزبه لم نقف الموقف اللازم بعد صدور هذا القرار، “لأننا كنا نعيش لحظة اضطراب على المستوى الداخلي”.
واستغرب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من سحب الحكومة الحالية، لـ4 مشاريع قوانين، وبالأخص مشروع قانون تجريم الإثراء غير المشروع، الذي كان يعتبر مصطفى الرميد، وزير العدل وحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان السابق، وفق بنكيران، “إنجاز حياته”، متسائلاً: “لماذا هذا التسرع؟ لماذا تسحب قانونا لإجراء تعديلات عليه؟ يفترض أن تقوم بالتعديلات والقانون داخل البرلمان”.
وشدد على أن موقفه من أخنوش واضح، وسبق له أن عبر عنه في السابق، متابعاً: “ربما كنت أقسى شخص تكلم عنه، خصوصا قبل الانتخابات. كنت قاسيا معه لما اعتبرته مصلحة لبلدي، ومصلحة له أيضا”، مستدركاً: “أنا كنت أقدره، وأنا من طلب من الملك إحضاره لكي يتولى زمام وزارة الفلاحة، لأنه كان وقتها في فرنسا، فهو ناجح بمقدار، ولا يمكن لشخص استمر لـ 14 سنة في وزارة الفلاحة ألا يكون ناجحا”.
وفي مقابل ذلك، استغرب بنكيران من الحملة التي شنّت على أخنوش مؤخرا، والتي تطالبه بالرحيل، قائلاً: “أرى الصحف والأشخاص الذين كانوا يشيدون بأخنوش، بدأوا في انتقاده بشدة، منها اثنين من الجرائد التي تقول باسمترار إن لديها مصادر خاصة من داخل حزبنا، تعطيهم أخبارا عن العدالة والتنمية”.
وتابع، متهكماً على هذه الجرائد: “أنا حين أرغب في معرفة أخباري الشخصية، أذهب إلى تلك الجرائد لأقرأ ما يحصل لي، لأنهم من يعرفون”، مردفاً: “ويستغربون لماذا لا يقرأ الناس الصحافة؛ ألا تعلمون لماذا؟ لأنها ليس لها مصذاقية، تكذب وتكذب وتكذب”، مضيفاً أن بعضا من مهاجمي أخنوش، هم من “الكراكيز والدمى المتحركة”.
ودافع بنكيران، بشدّة، على استمرار حكومة أخنوش، مبرزاً أن المجتمع من حقه أن يطالب برحيله، لأنه من يعاني، ولكن هناك فرق بين المجتمع، وبين المحرضين، من الصحافة وبعض الوجوه، مشدداً على أنه “منذ تولي الملك محمد السادس العرش، لم نشهد ارتباك أي ولاية حكومية، باستثناء ولاية عباس الفاسي في آخرها، لكن القضية كانت كبيرة وقتا بعد خروج المغاربة للاحتجاج”.
واسترسل: “ما هي الإشارة التي سنعطي إن غادر أخنوش بعد خمسة أشهر من توليه رئاسة الحكومة، كدولة مستقرة، لها تقاليد”، مستدركا: “طبعاً إن كان أخنوش تبين من بعد مدة معقولة، على الأقل سنة، بأنه فاشل، وعاجز، ولا يستطيع أن يقوم أو يشرح، وتسبب في أمر كبير مثل 20 فبراير 2011، ساعتها، يمكن للملك الإعلان عن انتخابات مبكرة”.
هذا، وهاجم بنكيران أيضا، مجموعة من “اليوتوبرز” والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف إحداهم بـ”المنافقة”، وقال: “واش غير كيسيفطوليك شوية ليبزار والتحميرة ويعطيوك بعض أخبار دار المخزن، باغيا تولي زعيمة ديالنا، المنافقة؟ جايا عندنا للدار؟ وكتبربصي عليها قالتلي غير عزيز عليا شتك كتبكي على سي الوفا، هي جايا باش تدي مني موقف على القنب الهندي”.
… حكومة أخنوش تسير على نهجكم .أنتم قلتم لسارقي المال العام “عفا الله عما سلف” واخنوش سحب قانون الاثراء اللامشروع .جميعكم خذلتم المواطنين ، ولا فرق بين حزبكم و حزب أخنوش .