أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، مهدي بنسعيد، حاجة المقاولات الصحافية، إلى نموذج جبائي جديد، داعيا في الآن نفسه، إلى ضرورة اعتماد مقاربة استثمارية للدعم العمومي، مع إخضاعه لشروط الحكامة والشفافية.
وتابع بنسعيد، بمناسبة مشاركته في ندوة حول “الصحافة الوطنية أي خيارات لمواجهة التحديات وكسب رهان التأهيل”، أنه غير مفهوم أن تؤدي المقاولات الإعلامية ضرائب للدولة مثل باقي المقاولات.
وعاد المتحدث ذاته، ليؤكد الحاجة لنموذج اقتصادي جديد للمقاولات الإعلامية، والحاجة أيضا لإيجاد حلول بنيوية للقطاع لمواكبة التحول الرقمي.
فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، وفي رد على سنعيد، أشار على أن مشكلة المقاولات الإعلامية ليس هو الضرائب، لأنها أصلا “لا تربح”، وتؤدي نسبة جزافية جد ضئيلة.
وفي السياق ذاته، لفت رئيس فدرالية الناشرين، نور الدين مفتاح، خلال مشاركته بالندوة ذاتها، إلى أن السؤال المطروح اليوم، ليس هو تأهيل الصحف ووسائل الإعلام، وإنما طريقة إنقاذها.
وأشاد المتحدث نفسه بقرار الحكومة تخصيص الدعم لإخراج الصحف من غرفة الإنعاش، حيث أبرز أن الصحف والمواقع الإلكترونية المغربية حصلت على 400 مليون درهم خلال أزمة كوفيد19، التي أدت إلى اتخاذ قرار توقيف الصحف.
ورأى رئيس فدرالية الناشرين، أن الدعم المخصص للصحف قبل كوفيد، كان محدودا مقارنة مع رقم معاملات الصحف، مشيرا إلى أنه إلى حدود نهاية 2019، كان رقم معاملات الصحف سنويًا في حدود مليار درهم، في حين أن الدعم السنوي لم يكن يتعدى 65مليون درهم.
وتابع مفتاح في رد على مقترح فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، الذي اقترح إنشاء مقاولات إعلامية كبيرة، أن الأهم هو كسب ثقة القراء، لأن التحدي المطروح هو ضعف القراءة وأضاف متسائلا “هل المقاولات الكبيرة ستعيد الثقة لدى القارئ”؟
وانتقد هيمنة الشركات الرقمية العملاقة مثل “فايسبوك” و”غوغل” على سوق الإشهار في المغرب بنسبة 85 في المائة وتعامل المؤسسات العمومية معها.
كما أفاد المتحدث ذاته، حول الوسائل الكفيلة للنهوض بالصحف والمواقع، إنه يجب ضمان حصة من سوق الإشهار للصحف، قبل أن يتساءل قائلا “كيف أن هذا السوق الذي يبلغ 3مليارات درهم تحصل منه وسائل الإعلام العمومية على 35في المائة؟
تعليقات الزوار ( 0 )