Share
  • Link copied

بمناسبة رأس السنة الأمازيغية 2975.. الدورة الـ 11 من مهرجان “باشيخ” تستكشف دور الكتابة الإبداعية في نقل الموروث الثقافي

تحتضن مدينة طنجة، بداية من الـ 11 من شهر يناير الجاري، الدورة الـ 11، من مهرجان “باشيخ”، الذي تنظمه جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف”، بمناسبة رأس السنة الأمازيغية 2975.

وستحمل النسخة الجديدة من مهرجان باشيخ، التي تنظم بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وشراكة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، شعار “ربع قرن من العناية الملكية السامية بالأمازيغية”.

ويأتي المهرجان، الذي سيحتضن المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة فعالياته، أيام 11 و12 و13 يناير الجاري، مناسبة رأس السنة الأمازيغية 2975، وتكريسا للاعتراف الملكي بهذه المناسبة العريقة.

ودأبت “جمعية أمازيغ صنهاجة الريف”، التي تأسست سنة 2012 بمدينة تارجيست، على تنظيم مهرجان “باشيخ” سنويا، منذ 2013، باستثناء سنة 2021، إثر جائحة فيروس “كورونا”.

ونظمت الدورات الخمسة الأولى للمهرجان بمدينة تارجيست، قبل أن يخرج منها لأول مرة في سنة 2018، صوب طنجة، ثم تطوان في 2019، ليعود إلى طنجة عاصمة جهة الشمال، منذ سنة 2020.

وينطلق المهرجان، بداية من الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يناير، بكلمات ترحيبية من قبل الجمعية المنظمة، ووزارة الثقافة، ومجلس جهة طنجة، ومجلس مدينة طنجة، ومديرة المركز الثقافي المحتضن للدورة، والضيوف.

وسيعرف اليوم الأول لمهرجان “باشيخ”، عروضا لفن “الهايت”، ومعرضا للمنتوجات الأمازيغية، ومعرضا للفن التشكيلي، ومعرضا للكتب الأمازيغية، إضافة إلى تكريم عدد من الوجوه البارزة من منطقة صنهاجة سراير، اعترافا بمجهوداتها الرامية للحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي لقبائل صنهاجة سراير بالريف.

وفي اليوم الثاني، سيكون زوار المهرجان على موعد مع ندوة وطنية تحت عنوان “الكتابة الأدبية ودورها في التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي لقبائل صنهاجة سراير”، من تسيير الكاتب والقاصّ إلياس أعراب، وبمشاركة كل من فاطمة الزهراء الرغيوي؛ كاتبة وقاصّة، أحمد أبطوي؛ كاتب وشاعر، ومصطفى ابن يعيش؛ كاتب وقاصّ، والعباس الخليفي؛ روائي، وعبد السلام المساتي؛ كاتب وقاصّ.

وتستكشف الندوة، حسب اللجنة المنظمة، “دور الكتابة الإبداعية في نقل الموروث الثقافي والتاريخي لمنطقة صنهاجة سراير، ودراسة تأثير الكتابة الإبداعية على الوعي الثقافي والتاريخي في المنطقة، والتعرف على الأساليب الأدبية التي يستخدمها الكتاب في نقل التاريخ والثقافة في هذه المنطقة، وإبراز التحديات التي تواجه الكتابة الإبداعية في سياق توثيق الموروث الثقافي”.

كما تسعى الندوة، حسب اللجنة المنظمة، إلى تسليط الضوء على “تاريخ المنطقة وتنوعها الثقافي، وكيفية عكس الأدب، لتاريخ المنطقة، من خلال القصص والشخصيات الرمزية، إضافة لأثر الكتابة الإبداعية على فهم الأجيال الجديدة لتراثهم الثقافي، والتحديات التي تواجه الكتابة الإبداعية في توثيق الموروث الثقافي، مثل غياب الموارد أو تهميش الثقافة المحلية”.

وسيشهد اليوم الثاني لمهرجان “باشيخ”، ندوة باللغة الفرنسية، حول موضوع “أزمة الهوية في دول العالم الأمازيغي”، من تسيير سعد البوزيدي، الأستاذ بجامعة ابن طفيل، وبمشاركة الأساتذة والباحثين خالد زيراري، وخالد مونا، وعبد الهادي إمحريف، وفتحي بن خليفة، ومحنج تيلماتين،

وسيحاول المشاركون في الندوة، وفق اللجنة المنظمة، الإجابة عن عدد من الأسئلة، من ضمنها “كيفية تطور مطالب الهوية في بلدان ما العالم الأمازيغي؟ وما هي أبعاد الخطاب المحيط بهذه المطالب؟ وما هي آثار الخطاب على التغيير الاجتماعي والممارسات القانونية والسياسية؟”.

كما سيسعى الأكاديميون والباحثون المشاركون في هذه الندوة، إلى الإجابة عن سؤال “ما هي التغيرات التي طرأت على مفهوم الهوية الوطنية في بلدان العالم الأمازيغي؟ وما هو مستقبل حقوق الإنسان في ظل تزايد المطالبات باحترام الحريات والهويات في هذه البلدان؟ وكيف يمكن لدول العالم الأمازيغي إدارة اختلافاتها متعددة اللغات والثقافات وترسيخ مفهوم المجتمع والعيش المشترك؟”.

أما ثالث أيام المهرجان، فسيعرف ورشة عمل، بعنوان “التنشيط اللغوي والثقافي للغات”، بإشراف محند تلماتين، ومشاركة كل من الباحث الفرنسي كزان إير، الذي سيتحدث عن استراتيجيات تنشيط اللغة، والخبيرة في استراتيجيات تنشيط لغة الأقليات، ميلودة الحنكاري البوزيدي، التي ستبرز “التشخيص الذاتي والتنشيط الاجتماعي للغات الأقليات: حالة تاصنهاجيت”.

وفي هذا السياق، قال شريف أدرداك، مدير المهرجان، إن “”باشيخ”، الذي يسميه باقي أمازيغ شمال إفريقيا، بـ”بيلماون”، “بوجلود”، “بوهيدورا”، “هراما”، “سونا”، “أيراد”، “بوفيف”، “باباحاج”، “إمعشار”، هو تقليد سنوي متجذر في منطقة صنهاجة سراير بشمال المغرب، حيث كان يتزامن مع حلول رأس السنة الأمازيغية، أو السنة الفلاحية أو “الحاكوز” كما هو متعارف عليه في المنطقة”.

وأضاف أدرداك: “كان التقليد يستمر لمدة أسبوع كامل قبل أ، يندثر في نهاية الستينات من القرن الماضي”، متابعاً أن “احتفال “باشيخ”، يتكون من فقرتين: الأولى موسيقية والثانية مسرحية، حيث يتم استقدام “لمعلمين” (الموسيقيين التقليديين)، الذين يحيون جولات موسيقية في المداشر، مستعملين الطبل والغيطة، فيما يتكلف شباب المنطقة بإحياء الفقرات المسرحية التي تكون غالبا فكاهية ذات طابع انتقادي لوضعية المجتمع”.

كما يطلق اسم “باشيخ”، حسب أدرداك، على “الفكاهي أو العرض المسرحي، حيث لا تخلو أعراس بعض المداشر في صنهاجة سراير، من عروض مسرحية أو كما يسميها الصنهاجيون بالأمازيغية باشيخ”، مسترسلاً: “وبما أن تقليج باشيخ وتقاليد أخرى، قد اندثرت بمنطقة صنهاجة سراير، ارتأت جمعية أمازيغ صنهاجة الريف، تنظيم مهرجان خاص بالسنة الأمازيغية تحت اسم “باشيخ”، من أجل توثيق هذا الموروث الثقافي الصنهاجي الأمازيغي”.

Share
  • Link copied
المقال التالي