Share
  • Link copied

بمساعدة جواسيس من داخل إسرائيل.. هكذا خططت حركة حماس لعميلة “طوفان الأقصى”

أكد الجيش الإسرائيلي بعد فحص كميات هائلة من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والوثائق التي تم الاستيلاء عليها من مسلحين في ساحة المعركة في غزة، أن حركة حماس انخرطت في التخطيط على مدى سنوات، ورسم خرائط تفصيلية لعملية “طوفان الأقصى” بمساعدة جواسيس داخل إسرائيل قبل هجوم 7 أكتوبر.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، فإن المقاتلين، حملوا أدلة إرشادية حول كيفية أخذ الرهائن وكتب تفسير العبارات الشائعة من العربية إلى العبرية، وتم تضمين الوثيقة في مخبأ المواد الذي نشرته وحدة الاستخبارات العسكرية في عمشات التابعة للجيش الإسرائيلي يوم الاثنين.

وقال ضابط إسرائيلي كبير إن هدف عمشات، الذي أعيد تأسيسه بعد 7 أكتوبر، هو فهم “خطط حماس الهجومية والدفاعية”، والحصول على معلومات استخباراتية عملياتية وفهم عقيدتها بشكل أفضل بعد أن فاجأ الجيش الإسرائيلي بغارة حماس التي قُتل فيها 1200 جندي، واحتجز 300 رهينة.

وتؤكد أحدث المعلومات التي تم الكشف عنها مدى ضآلة فهم المؤسسة الأمنية القوية في إسرائيل لقدرات حماس قبل الهجوم والكم الهائل من العلامات أو القرائن التي تم تجاهلها أو تجاهلها.

وفي الأسبوع الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين الإسرائيليين اطلعوا على خطة معركة مكونة من 40 صفحة لهجوم حماس النهائي، ولكن تم رفضها باعتبارها صعبة للغاية على حماس لتنفيذها، كما تم تجاهل تحذيرات مراقبي الجيش الإسرائيلي، ومعظمهم من النساء، بأن مقاتلي حماس كانوا يتدربون علنًا استعدادًا لهجوم.

ومن بين الوثائق التي تم العثور عليها، كانت هناك خريطة شاملة لقاعدة عسكرية إسرائيلية، يمكن القول إنها أكثر تفصيلاً مما كان مطلوبًا من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي نفسه، وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي إن تجميع مثل هذه الخريطة لم يكن من الممكن أن يتم إلا باستخدام “معرفة داخلية” من شبه المؤكد أنها من جاسوس لحماس.

وتشير أجهزة الكمبيوتر المحمولة والدفاتر المكتوبة بخط اليد إلى خطط حماس لاستهداف مواقع عسكرية ونقاط رئيسية في وسط إسرائيل، مما يشير إلى أن الجماعة أو بعض عناصرها كانت لديها تطلعات لاختراق عشرات الأميال داخل البلاد بمجرد صدور أوامر لمقاتليها باختراق الجدار المحيط بالقطاع.

وقالت الصحيفة، إن التفاصيل وحجم المعلومات التي تم العثور عليها دفعت المطلعين على بواطن الأمور إلى استنتاج مفاده أن حماس انخرطت في “سنوات من التخطيط”، وهو الجهد الذي فشل جيش الدفاع الإسرائيلي وغيره من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية في أخذه على محمل الجد باعتباره تهديداً.

وفي 7 أكتوبر، حمل مقاتلو حماس هواتف محمولة بها شرائح اتصال إسرائيلية وأجهزة اتصال لاسلكية، لذا كان لديهم أكثر من وسيلة اتصال واحدة، ومن بين العناصر التي تم العثور عليها كان هناك جهاز إرسال لاسلكي مزود ببطارية شمسية للحفاظ على الاتصال لفترة طويلة في إسرائيل.

وشارك ما يقدر بنحو 3000 من مقاتلي حماس في الهجوم عبر الحدود، وقُتل حوالي 1500 في المرحلة الأولى من القتال، لكن الرد العسكري الإسرائيلي كان بطيئاً للغاية، لدرجة أن الجيش استغرق في بعض الحالات عدة ساعات للرد، في حين ظل بعض مقاتلي حماس طلقاء لعدة أيام.

وبينما كانت هناك علامات على الاستعداد الدقيق من جانب حماس، إلا أنه كان هناك أيضًا عنصر اللحظة الأخيرة، وتعتقد إسرائيل أن معظم مقاتلي حماس ظلوا في الظلام قبل الهجوم المقصود، ولم يتم إخبارهم بالخطة إلا في اللحظة الأخيرة.

وكانت العديد من العناصر التي تم العثور عليها في السيارات التي تستخدمها حماس عبارة عن تذكارات شخصية أو عائلية، كما عثر الجيش الإسرائيلي على خريطة لجزء من غزة، مليئة بثقوب الرصاص، والتي كشفت عن مواقع عسكرية لحماس لم تكن معروفة من قبل.

وعُرضت على الصحفيين مجموعة واسعة من الوثائق والأشياء الأخرى التي تم الاستيلاء عليها من حماس يوم الاثنين، بالإضافة إلى مجموعة قليلة من الوثائق التي تم نشرها علنًا، وطُلب من المراسلين عدم وصف المواد الإضافية بدقة شديدة مع حذف معلومات مثل المواقع لأسباب أمنية تشغيلية.

وإحدى الوثائق التي تم نشرها كانت مكتوبة بخط اليد في الأصل ولكن تم استعادتها من جهاز كمبيوتر محمول، وهي تتضمن تفاصيل خطة للاستيلاء على موقع قيادة للجيش الإسرائيلي بالقرب من السياج الحدودي لغزة مع فرقتين من الجنود، مع إدراج أسلحتهم وأدوارهم، وتحتوي على خريطة مرسومة بعناية للموقع المستهدف.

ويبدو أن وثائق أخرى، تم نشرها أيضاً، تثبت أن حماس رأت قيمة في احتجاز الرهائن، أحدهما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه “كيفية أخذ قائمة مرجعية للرهائن” ويوصي بأن تكون مناطق الاحتجاز مفخخة بالمتفجرات، كما يطلب من المقاتلين “قتل أولئك الذين يسببون المشاكل وأي شخص يحاول الهروب”، مع إعطاء أوامر القتل من قبل قائد السرية.

Share
  • Link copied
المقال التالي