موّلت الجزائر، مؤتمر جبهة البوليساريو الانفصالية بالكامل، بما في ذلك دفع تكاليف رحلات الضيوف الأجانب الذين وجهت إليهم “جماعة الرابوني” الدعوة لحضور فعاليات انتخاب القيادة الجديدة.
وكشف موقع “مغرب إنتلجنس”، أن الجزائر، تولت كل الخدمات اللوجستية والتمويل للمؤتمر الانفصالي الـ 16، الذي انطلق عشية الجمعة الماضي، في ما يسمى بـ”مخيم الداخلة”، على مقربة من تندوف.
وأضاف المصدر، أن جنرالات الجزائر، وضعوا أيديهم في جيوبهم، من أجل إطعاهم واستيعاب حوالي 4000 مندوب، وأكثر من 350 ضيفا أجنبيا دفعوا ثمن رحلتهم أيضا.
وتابع أن الجزائر، عبأت جميع الإمكانات المالية، من أجل الحفاظ على هذه الحركة الانفصالية، التي من المنتظر أن تجدد الثقة في زعيمها الحالي إبراهيم غالي، المرشح الوحيد للاستمرار في منصبه.
وأوضح المصدر، أن هذا المؤتمر، الذي كان من المفترض أن يكون من حيث المبدأ مناسبة لفتح الترشيحات لتولي القيادة، مع تصويت شفاف، وتعبير عن الآراء بكل حرية، لم يشهد أي شيء من هذا الأمر.
وأكد “مغرب إنتلجنس”، أن الجميع يعلم أن القرارات يتخذها الجيش الجزائري، الذي اختار تجديد الثقة في إبراهيم غالي، المرشح الوحيد لخلافة نفسه في الأمانة العامة للجبهة.
وتعيش جبهة البوليساريو، مرحلة صعبة للغاية من تاريخها، في ظل الهزائم المتلاحقة، بداية بتأمين المغرب لمعبر الكركارات الحدودي، وغلق الباب نهائيا على طريق كانت يستغله الانفصاليون في التجارة والتهريب.
بعد تأمين المعبر الحدودي للكركارات، تمكن المغرب من كسب اعتراف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء، قبل أن تلتحق بها مجموعة من الدول الكبرى، عبر اعترافات ضمنية، من خلال تأييد مقترح الحكم الذاتي.
انفصاليو الجبهة يعترفون بالانتكاسات التي عاشتها البوليساريو في الفترة الأخيرة، خصوصا مع تراجع نفوذ الجزائر على مستوى القارة الإفريقية، وعزلتها في الساحة الدولية، ويعوّلون على أن يكون هذا المؤتمر، بمثابة نقطة انطلاق جديدة.
الجزائر بدورها، تسعى إلى “إنعاش” البوليساريو من خلال مؤتمر تجديد الثقة في غالي للاستمرار في منصبه، على الرغم من غضب جنرالات قصر المرادية، من زعيم الجبهة، إلا أن غياب أي بديل دفعهم لقبول بقائه.
تعليقات الزوار ( 0 )