كشفت تقارير إسبانية، أن حكومة بيدرو سانشيز، عرضت على المغرب، خلال الاجتماعات السرية التي جمعت بينهما، حوارا بدون محرمات أو خطوط حمراء، وشمل دميع الملفات التي أعاقت العلاقات بين البلدين طوال العقود الماضية، بما فيها قضية سبتة ومليلية والجزر المحتلة، والصحراء المغربية.
وقالت جريدة “إل إسبانيول”، إنه، خلال أزيد من شهر على توليه المنصب، اتخذ وزير الشؤون الخارجية الإسباني الجديد، خوسيه مانويل ألباريس، منعطفا جذريا في السياسة الخارجية، خصوصاً فيما يتعلق بالمغرب، بعد ولاية سلفه أرانشا غونزاليس لايا، التي استمرت لمدة سنة ونصف على رأس دبلوماسية المملكة الإيبيرية.
وأضافت أن فترة أرانشا، تميزت بخلاف تام مع الجار الجنوبي (المغرب)، وصل إلى حدّ تغاضي الأخير عن آلاف المهاجرين للدخول إلأى سبتة المحتلة، بعد ترحيم حكومة مدريد، سرّاً، بزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، للاستشفاء في لوغرونيو، بعد إصابته بفيروس كورونا، متابعةً، أن العمل الذي يقوم به الوزير الجديد، بدأ يؤتي ثماره.
وتابعت أن بوادر الانفراج، انطلقت في الـ 13 من شهر غشت الجاري، بعد الاتفاق على إعادة القاصرين العالقين في سبتة المحتلة، قبل أن تليها الكلمات التي قالها الملك محمد السادس، خلال الخطاب الذي ألقاه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، حيث أكد: “بتفاؤل صادق، نعرب عن رغبتنا في مواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسيها بيدرو سانشيز، لتدشين مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين بلدينا”.
واعتبر أن ما قاله، رئيس الدولة المغربية، ليست مجرد كلمات من جانب واحد، بل على العكس من ذلك، فإن ما فعله الملك، هو إيراد بعض مما جاء في محادثات سرية، منذ وصول ألباريس، من أجل فتح مرحلة من حوار، قالت الجريدة نقلاً عن مصادر دبلوماسية، إنه “بلا حدود أو محرمات في سبتة ومليلية والصحراء المغربية”.
وشددت الصحيفة نفسها، على أن مدريد والرباط، سيعالجان جميع القضايا الكبرى التي واجهاها طوال عقود، وجهاً لوجه، وبصدق من قبل الطرفين، متابعةً أن الحكومة الإسبانية، مستعدة لـ”الاستماع إلى ما تريده الرباط منها فيما يتعلق بالصحراء”، مردفةً أن مصادرها تؤكد أن مدريد ستدعم الجارة الجنوبية في ملفّ الصحراء، في حال تلقت ضمانات بخصوص سبتة ومليلية.
ونقلت “إل إسبانيول”، عن مصادرها، أن المرحلة “غير المسبوقة”، التي تحدث عنها الملك محمد السادس، تطمح إلى أن يكون لها نطاق اتفاقية تعاون وصداقة جديدة تضع الأسس لعلاقة مستقرة على الأقل خلال العقد المقبل، وتترك وراءها الصراع الذي استمت به العلاقات الثنائية منذ المسيرة الخضارء، خلال مخاض وفاة فرانكو، ووصلاً لما أسمته بـ”الهجوم على جزيرة ليلى في 2002”.
وأوضح المصدر، أن هذه النقاط، تحدثت عنها إسبانيا والمغرب، بشكل سري، خلال الأسابيع الأخيرة، وهي الاجتماعات نفسها التي توصل فيها الطرفان لاتفاق بشأن إعادة القاصرين الذين لا زالوا عالقين في الثغر المحتل، متابعةً أ، خارجية حكومة مدريد، تثق بأن ما جرى لحد الآن، مجرد بداية لوفاق جوهري يتغلب فيه الجانبان على الاختلافات.
وأشارت إلى أن الرباط، ستعمل، على إعادة سفيرتها كريمة بنيعيش، إلى مدريد، كما يعمل ألباريس، على زيارة عاصمة المملكة لزيارة نظيره المغربي ناصر بوريطة، وهو ما رجحت حدوثه بالموازاة مع بداية المسار السياسي الجديد بين الدولتين، منبهةً إلى أن فريق دبلوماسية مدريد يأمل أن تعرف المفاوضات تقدماً كبيراً.
وفي حال سارت الأمور وفقا لما هو مخطّط له، تقول الجريدة، فإن إسبانيا والمغرب، ستحضران من أجل إجراء الاجتماع رفيع المستوى، الذي كان سيعقد نهاية السنة الماضية، قبل أن يؤجل لبداية الحالية، ليتم إرجاؤه لاحقاً لوقت غير مسمى، وهو ما برّرته الجارة الشمالية بالإجراءات الاحترازية بفيروس كورونا، غير أن “إل إسبانيول”، كشفت أن الأسباب غير ذلك.
ونبهت إلى أن النائب الأول لرئيس الحكومة وقتها، بابلو إغلاسيو، لم يتوان في استعمال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، لإعلان دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية، كما أن وزيرة الخارجية لايا غونزاليس، كانت، وفق المصدر، حجر في طريق إجراء الاجتماع، متابعةً أن سانشيز وألباريس، يثقان أكثر في السرية والمؤسسة التي تشتغل بها نائبة الرئيس الثانية الحالية يولاندا دياز.
وذكرت الصحيفة، أنه منذ وصول ألباريس إلى وزارة الخارجية الإسبانية، بدأت الأمور تهدأ، ولم تعد هناك أي كتابات ضد المغرب، وابتعدت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة عن الملف، منبهةً إلى دور الملك فليب السادس، في تخفيض التوتر، نظرا للمكانة الخاصة التي يحظى بها القصر الملكي في مدريد ونظيره في الرباط، منذ عهد خوان كارلوس والحسن الثاني.
تعليقات الزوار ( 0 )