اعتبر عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي قياض بمراكش، أن تسلل الاختلاف داخل أجنحة جبهة البوليساريو الانفصالية، يعني بداية انهيار التنظيم، مبرزاً أن وحدة الصفّ، هي أهمّ شرط في استمرار التنظيمات السياسية، وأي شيء غيرها، يؤدي للاندثار أو الانشقاق.
وقال البلعمشي في مداخلة له خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها جريدة “بناصا”، أمس الثلاثاء، بعنوان: “مؤتمر البوليساريو.. على خطى النهاية؟”، إن “ملف الصحراء المغربية حاليا، لم تعد في مواجهة خصوم الوحدة الترابية بشكل مباشر”، مضيفاً أن “الموضوع بات يدبر حاليا على مستوى جيواستراتيجي أمام تشكل جديد للنظام الدولي، بالخصوص عقب الأزمة المالية بعد جائحة “كوفيد19″، وأيضا مخلفلت وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا”.
وتابع أن البوليساريو، تعيش منذ سنتين، على وقع “اختفاء كلّي للشخصيات أو الأشخاص الذين يقودون التنظيم من المستوى الثاني والثالث”، موضحاً: “هناك قيادات معدودة جدا، هي التي تخرج للإعلام وهي التي تعيد تكرار نفس الخطاب السياسي”.
وأبرز البلعمشي، أن الملاحظ أيضا، هو حدوث مجموعة من “الاستقالات”، وظهور “صراع بين القيادات حول بعض المكاسب التي يحققونها”، منبهاً إلى أن “التنظيمات السياسية عموما، إن اعتبرنا البوليساريو تنظيما سيد نفسه وله أفكار وله مريدوه وله أنصار، يمكن أن نقول بأن أي تنظيم سياسي، حين يتسلل إليه الاختلاف بين أجنحته وبين التصورات التي أسست له، والاختلاف حول مستقبله، فهي بداية انهيار واندثار هذا التنظيم”.
وأكد أستاذ القانون الدولي، أن “وحدة الصف هي التي يمكن أن تعطي نتائج، أما غير ذلك، مآله التراجع والتصدع والانشقاق”، متابعاً: “مؤتمر البوليساريو محاولة لتجديد بعض الدماء فيما يتعلق بأطروحة الجبهة، التي هي أيضا تعيش مرحلة صعبة وتعيش انهيارا كاملا أمام المكتسبات التي يحققها المغرب باستمرار، خصوصا في السنوات الأخيرة، حين نتحدث عن الأبعاد السياسية والتموية والقانونية”.
ونبه إلى أن المغرب، تمكن من كسب دعم سيادته على الصحراء، من طرف مجموعة من القوى الوازنة، مبرزاً أن “الإقرار الأمريكي بمغربية الصحراء، والتغير في الموقف الإسباني، سيكون له أثر كبير على مسار خصوم الوحدة الترابية، وعلى مسار من يساندهم في معاكسة الطرح المغربي في حل هذا النزاع”.
تعليقات الزوار ( 0 )