بعد خمسة أشهر على تواطؤ عدد من المسؤولين الإسبان، مع نظرائهم بالجزائر، من أجل إدخال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية لأراضي المملكة الإيبيرية بغية الاستشفاء بعد إصابته بفيروس كورونا، دون الخضوع لإجراءات مراقبة جواز السفر أو الجمارك، الأمر الذي تسبب في اندلاع أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط.
وكشفت صحيفة “لاراثون” الإسبانية، أنه بعد مرور 5 أشهر على الواقعة، لم يعد أيّ من الشخصيات المسؤولة عن دخول غالي لمطار سرقسطة العسكري، متواجداً في منصبه، بعد أن تم إعفاؤهم لسبب أو لآخر، مضيفةً أن التغيير الأول، كان بالإطاحة بوزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا، الأمر الذي فسّر وقتها على أنه محاولة لاسترضاء الرباط لتحسين الأجواء بين البلدين.
وأوضحت الجريدة، أن لايا لم تكن الوحيدة من المسؤولين عن دخول غالي بشكل غير قانون، من أجل تلقي العلاج في مستشفى سان بيدرو لوغرونيو، على الرغم من وجود قضايا مرفوعة ضده في المحكمة الوطنية بمدريد، تتعلق بالإبادة الجماعية والتعذيب والاعتقار غير القانوني، إلى جانب العديد من الجرائم الأخرى.
واسترسلت أن كاميلو فيلارينو، رئيس ديوان الوزيرة أرانشا، الذي أعطى الأوامر لقيادة القوات الجوية بعدم طلب وثائق من غالي عند وصوله، الشخص الوحيد المتهم حتى الآن بهذه الأحداث، والذي جرى استدعاؤه للإدلاء بشهادته الإثنين المقبل، أمام رئيس المحكمة رقم 7 بسرقسطة، ذهب أيضا مع غونزاليس لايا،
وزادت الجريدة أن الشخص الذي تلقى أمر وزارة الخارجية بتجاهل الوثائق المعتادة وفحص الأمتعة فيما يتعلق بغالي ونقلها إلى المسؤول عن قاعدة سرقسطة الجوية، كان هو الفرق فرانسيسكو خافيير فرنانديز سانشيز، الرئيس الثاني لهيئة الأركان العامة للقوات الجوية، وقد ترك منصبه بالفعل مؤخرا، وجرى تعيينه كممثل عسكري إسباني جديد أمام اللجان العسكرية لحلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي.
وكان قاضي التحقيق، قد استبعد، في ما وقع، رافائيل لاسالا، لأنه لا وجود لأي دليل يثبت علمه بأن “الشخص الذي وصل إلى إسبانيا كان لديه أو لم يكن لديه جواز سفر دبلوماسي أو تم إعفاؤه لأي سبب من جواز السفر ورقابة الجمارك”، إلا أن المحامي أنطونيو أوردياليس، استنكر الأحداث في المحكمة، وطالب بتوجيه الاتهام للاسالا أيضا.
سلسلة الإعفاءات لم تقتصر على الجارة الشمالية إسبانيا، التي سارعت فور اندلاع الأزمة مع المغرب لمحاولة تخفيف حدة التوتر عبر إقالة جميع المتورطين في القضية، بما في ذلك، إعفاء فيلارينو، الذي كان قد عينّ سفيراً لمدريد لدى روسيا، من منصبه، فقد وصل الأمر إلى الجزائر أيضا، التي قرّرت في أعقاب تطورات أزمة “بن بطوش”، إعفاء وزير خارجيتها صبري بوقادوم، وتعيين رمطان لعمامرة خلفاً له.
يشار إلى أن المغرب وإسبانيا، تمكنا من تجاوز الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين على خلفية استقبال الجارة الشمالية لزعيم الانفصاليين إبراهيم غالي، حيث من المنتظر أن تدخل العلاقات بين الجارين مرحلة غير مسبوقة خلال الشهور المقبلة، وذلك بعد فترة من تعيين خوسيه مانويل ألباريس، خلفاً لأرانشا غونزاليس لايا، في منصب رئيس الدبلوماسية الإسبانية.
تعليقات الزوار ( 0 )