شارك المقال
  • تم النسخ

بعد وفيات الخدّج.. المركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط يوضح

قدّمت مديرية المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط عددا من التوضيحات، وذلك بعد “الفضيحة” الجديدة التي عاشها المركز، (السبت) الماضي، بسبب وفيات الخدج أو الأطفال حديثي الولادة، الناتج عن عدم قبول مواليد جدد بمصلحة المواليد الجدد بمستشفى الأطفال.

وقالت المديرية، في بيان توضيحي ردا على ما راج مؤخرا بخصوص عدم قبول مواليد جدد بمصلحة المواليد الجدد بمستشفى الأطفال، إنّ الأمر يتعلق بامرأة كانت حاملا بـثلاثة توأم قدمت يوم 18/02/2021 إلى مستشفى الولادة السويسي بسبب تقلصات رحمية حادة.

وبحسب نفس المصدر، فإنه بعد إجراء فحص طبي مدقق لحالتها، تبين أنها تعاني من حالة تهديد بالولادة قبل الأوان لحمل يناهز 28 أسبوعا فقط، حيث كانت تقلصات الرحم شديدة ومتتابعة، وكان عنق الرحم مفتوحا، ورغم ذلك جاهد الفريق الطبي المداوم تحت إشراف الأستاذ رئيس المصلحة لأجل تأجيل الوضع من خلال بروتوكول علاجي يرمي إلى تفادي هذه الولادة المبكرة.

وشدّدت المديرية، على أنه لم يكن في صالح الأجنة الثلاثة الولادة المبكرة، ولكن دون جدوى، حيث استمرت الحامل في مخاضها رغم  تناولها الأدوية المضادة للوضع اللازمة في حالتها ليتقرر إجراء عملية قيصرية حماية للأجنة من الرضح (Traumatisme) والتي مرت في ظروف جيدة بعد إخبار طبيب الأطفال المداوم الذي كان في استقبال الأجنة والذي ينتمي لمصلحة طب المواليد التابعة لمستشفى الأطفال بالرباط.

وعند استخراج الأجنة، يضيف المصدر ذاته، تبين أن التوأم الأول الذكر كان ميتا ووزنه 980 غراما، والتوأم الثاني الأنثى كان وزنها 750 غراما، والتوأم الثالث الأنثى كان وزنها 950 غراما، حيث كان التوأمان الثاني والثالث في حالة اختناق ومعاناة عصبية رقمت 1 من 10 على سلم “أبكار” (APGAR).

وتابعت المديرية، أنه تم إنعاشهما تحت إشراف طبيب، والذي استمر في تقديم الإسعافات لهما في قاعة إنعاش المواليد الجدد، لكن رغم كل المحاولات  توفيت الجنين الأنثى التي تزن 950 غراما، واستمرت المواظبة على التكفل بالجنين الذي  يزن 750 غراما إلى حين توفير سرير له بمصلحة أخرى نظرا لأن مصلحة طب المواليد الجدد كانت ملئى عن آخرها.

وأوضحت المديرية، أن مستشفى الولادة السويسي يوجد في طليعة المؤسسات الاستشفائية المغربية التي تشهد ضغطا كبيرا ومتواصلا طيلة السنة حيث  يتكفل بما يناهز 13000 ولادة عادية  سنويا و4500 ولادة قيصرية ناهيك عن استقباله لحوالي 1700 ولادة قبل الأوان، بالإضافة إلى أكثر من 6700 محالة عليه من مستشفيات الجهة وحتى من خارجها، والتي تكون أغلبها حالات حمل خطيرة سواء للأم أو الجنين أو لكليهما وخصوصا حالات المعاناة العصيبة للجنين.

وأكدت، أن مستشفى الولادة السويسي يقوم بواجبه رغم كل الإكراهات التي تعرفها المنظومة الصحية بصفة عامة اتجاه هذه الولادات الخطيرة المحالة إليه على وجه الخصوص بصفته المركز المرجعي على مستوى الجهة مما يؤدي إلى تركيز كل الحالات الصعبة والحرجة في هذا المستشفى، حيث تبدل أطره كل مجهوداتها بالتكفل بالحالات الموجهة إليها مهما كان مستوى خطورتها، وهو الأمر الذي يستدعي النظر التفاعل مع مؤشرات هذا المستشفى بشكل يراعي هذه الخصوصية.

ولفت المصد ذاته، أن ما تناولته بعض المنابر الإعلامية حول وفيات المواليد والخدج، يغفل هذه الحقائق مفسرا الأرقام بشكل مغرض بعد نزعها من سياقها بل وعلى العكس مما يتم ترويجه، وأن نسبة الوفيات ارتفعت بـ33%، فهذا الإرتفاع خص حصرا قاعة الولادة، وذلك بين 2016 و2017، وتجدر الإشارة هنا أن عدد الوفيات بهذه القاعة انخفض بنسبة 25% ما بين 2017 و2020.

كما أشار المصدر ذاته، إلى أن نسبة مهمة من الأمهات الحوامل في حالة مخاض، اللواتي يقصدن المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا من أجل وضع مواليدهن، لم يتم توجيههن طبيا عن طريق مؤسسة استشفائية، بل قصدن المركز من تلقاء أنفسهن، بالإضافة إلى أنه من بين كل 10 أمهات حوامل تكون إحداهن مصابة على الأقل بأحد الأمراض التي تستلزم تتبعا طبيا.

وأكدت المستشفى، أن العمليات القيصرية المنجزة من طرف المركز تمثل نسبة 25% من مجموع الولادات، وكون 85% من العمليات القيصرية هي مستعجلة، لخير دليل على أن المركز يتكفل ويستقبل جل حالات الولادة الصعبة و المعقدة طبيا.
 
وفي نفس الوقت الذي يتم فيه التكفل الطبي بالأمهات الحوامل على مستوى مستشفى الولادة السويسي و مستشفى الولادة والصحة الإنجابية الليمون، يحتاج المواليد الجدد والخدج تكفلا طبيا خاصا ومستعجلا وذلك بتوجيه الحالات الخطيرة منهم إلى مصلحة المواليد حديثي الولادة والخدج التابعة لمستشفى الأطفال، التي تعتبر بالمناسبة مرجعا على المستوى الوطني.

واسترسلت، أن هذه المصلحة لا تستطيع استيعاب كل الحالات التي يفترض نقلها إليها من قاعات الولادة التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، فهي أصلا تعاني من توجيه عدد كبير من الأمهات الحوامل في حالة مخاض انطلاقا من مختلف الجهات، في غالب الأحيان دون تتبع طبي مسبق لحملهن.

وبلغة الأرقام، فرغم ما سبق ذكره، فإن مصلحة المواليد حديثي الولادة و الخدج سجلت هذه السنة انخفاض عدد الوفيات بنسبة 31% مقارنة مع 2019 و بنسبة 39% مقارنة مع 2016، كما أن نسبة الوفيات بهذه المصلحة أي نسبة الوفيات من بين الأطفال الذين ولجوا هذه المصلحة، تقدر بـ %8 وهي أقل نسبة سجلت منذ أن فتحت هذه المصلحة أبوابها.

وتابعت المديرية، أن الأطر الطبية والشبه الطبية لمستشفى الولادة السويسي ومستشفى الولادة والصحة الإنجابية الليمون ومصلحة حديثي الولادة والخدج، ما فتئت تبذل أقصى جهودها رغم الضغط الذي تعرفه حيث أنهم يقومون بكل ما في وسعهم من خلال تقديم خدماتهم للأمهات الحوامل و المواليد الجدد دون انقطاع (24H/24H) وهو ما يستحقون عليه كل التنويه والتشجيع.

وأشارت المديرية، إلى أن المهمة الأخيرة التي يباشرها المجلس الأعلى للحسابات على مستوى المركز، والتي تندرج ضمن الصلاحيات العامة لهذه المؤسسة، فهي تخص تدبير سلسلة العلاجات المتعلقة بالتوليد والتكفل بالمواليد الجدد، ولم يكن الدافع لها نسبة الوفيات المسجلة داخل مصالح الولادة التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي