Share
  • Link copied

بعد واقعة سيدي قاسم.. اسليمي: على الأحزاب أن تترك منتخبيها يقرّرون مصير تحالفاتهم

شهد سباق رئاسة المجلس الجماعي لسيدي قاسم، منعطفاً غير متوقع، بعد القرّر الذي أصدره المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي طالب مرشحي ومنتخبي حزبه إلى الانسحاب من سباق الرئاسة والتصويت على ممثل حزب الاستقلال، الأمر أثار جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد رفض مرشحه عبد الإله أوعيسى، الامتثال للقرار.

وجاء رفض مرشح “الحمامة” للانسحاب والتصويت على منافسه الاستقلالي عبد الله الحافظ، بسبب أن القرار الذي اتخذه الحزب لا يبدو مفهوما، وذلك بعدما حاول المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، سحب التزكية قبل إجراء الانتخابات منه، بعدما جرى كتابتها وتوقيعها وتسليمها للسلطة المحلية، غير أن الباشا رفض تسلمها، ما أوصل جلسة الاقتراع إلى باب مسدود، دفع السلطات لتأجيلها إلى غاية الخميس المقبل.

وحول هذه التطورات، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، إن الحادثة، “تطرح إشكاليات سياسية تبين أن العديد من الفائزين في انتخابات الجماعات الترابية، غير مقتنعين تماماً بالطريقة الميكانيكية التي فرضتها قيادات أحزاب الأحرار والبام والاستقلال في تشكيل مجالس الجهات والعمالات والمجالس الجماعية”.

وأضاف اسليمي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن المستشارين الجماعيين الفائزين لا يهتمون بشيء يسمى التحالف الحكومي الذي يريده أخنوش ووهبي وبركة، أن يبدأ من التراب المحلي ويصعد نحو الوطني الحكومي، وهذا أمر طبيعي لأن التحالف المحلي في الجهة أو الإقليم أو الجماعة، له إكراهات مختلفة”.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق أكدال الرباط، أن إكراهات الجماعات الترابية، ليست هي نفسها التي تواجه “أخنوش وبركة ووهبي وهم يناقشون التحالف الحكومي المقبل”، مضيفاً أن حدث سيدي قاسم “يعبر عن غياب تواصل بين المكاتب السياسية واللجن التنفيذية فإعطاء التزكية للرئاسة ثم سحبها يبين الصعوبة الموجودة لدى المستشارين في الجماعات الترابية في فهم ما يجري بين القيادات”.

واسترسل أنه “بقدر ما ينظر قادة الأحزاب الثلاثة إلى أن هيكلة التحالف في الجماعات الترابية تسهل التحالف الحكومي، فإنها في الوقت نفسه قد تحمل سبب انهيار هذا التحالف الحكومي مستقبلا، وقد يؤدي خلاف بين مكونات الحكومة المقبلة بعد سنة أو سنتين إلى زلزال داخل الجماعات الترابية، قد يقود إلى شل عملها”.

واستطرد اسليمي: “لذلك كان من الممكن، في نظري، أن تترك قيادات الأحرار والبام والاستقلال مجالس الجماعات الترابية تتشكل حسب التوازنات المحلية وحسب العلاقات الموجودة ترابيا ومحليا”، مضيفاً: “من الواضح أن الكثير من المستشارين في الجهات والأقاليم والجماعات، غير مقتنعين بما رتب لهم قادة أحزابهم وطنيا”.

وأكد اسليمي في ختام تصريحه للجريدة، على أن هذا الوضع، “سوف يطرح إشكاليات كبرى مستقبلاً، فالتحالف الحكومي الذي بني على تحالفات الجهات والجماعات قد ينهار بسبب صراعات مستقبلية في هذه الجماعات والجهات”، على حدّ تعبيره.

Share
  • Link copied
المقال التالي