شارك المقال
  • تم النسخ

بعد “واقعة ريان”.. من ينقذ الأطفال المغاربة من حفرة مخيمات تندوف بالجزائر؟

قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام الأسبق لما يسمى بـ”شرطة” البوليساريو، إن العديد من أنصار البوليساريو، قاموا بتشبيه “معاناة أطفال المخيمات الصحراوية بمحنة الطفل ريان”، مضيفاً أنه لم يشأ “الخوض في السياسة حينها و المقام مقام تضامن. بل تمنيت لو أعلنت جبهة البوليساريو عن هدنة تضامنا مع محنة الصبي ريان وعائلته”.

وتابع ولد سيدي مولود في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، “لم يحصل مع الأسف ذلك رغم أني أعرف أن كل الصحراويين الحقيقيين تألموا لما أصاب ريان. وفي المخيمات من جهر بالدعاء له وإعلان تضامنه مع أسرته. كما ظهر بعض المزايدين ممتهني التشويش يرددون اسطوانة مشروخة لطالما تشدق بها الكثير ممن يناصرون البوليساريو جهلا منهم، بأن سبب معاناة أطفال ونساء المخيمات هو المغرب”.

ولتحليل هذا الاتهام، استرسل القيادي السابق في الجبهة، أن “الصحراويين بمفهوم البوليساريو (صحراويو تحديد الهوية والإحصاء الإسباني)، عددهم أكثر في الأقاليم الصحراوية (…) وهذا يفترض أن عدد الأطفال الصحراويين في المغرب أكثر من عددهم في المخيمات”، مردفاً: “في مدن الصحراء حيث يعيش هؤلاء الأطفال، يوجد من المدارس والمستشفيات وأماكن الترفيه أكثر مما يوجد في المخيمات بأضعاف مضاعفة”.

وأوضح أنه في الأقاليم الصحراوية داخل المغرب، لا يوجد أي تمييز سلبي ضد الأطفال، “وفق ذلك جميع المجالس المسؤولة عن تسيير الشأن العام في الأقاليم الصحراوية أعضاءها ومسؤوليها صحراويين. وعم من يحددون المشروعات التنموية ومجالات صرف الميزانيات وليست جهات خارجة عن الإقليم”.

وأردف: “وهنا أطرح سؤالا على المسترزقين بمعاناة أطفال المخيمات الصحراوية ولا أقول المدافعين عنهم لأن حجتهم ضاحضة: هل ظروف عيش الأطفال الصحراويين تحت ما يسمونه (الاحتلال المغربي) أسوأ من ظروف الأطفال في الرباط أو الجزائر أو تونس أو القاهرة و لا أقول المخيمات أو مدن الصحراء الكبرى في الجوار حيث لا وجه للمقارنة؟”.

ونبه، بخصوص حجة التشريد، إلى أن تاريخ نزاع الصحراء، لم يسجل “أن المغرب طرد عائلة من منزلها أو صادر أرضها أو أبعد صحراويا قسرا عن الصحراء عدا امرأة واحدة في نهاية 2009، أبعدت لمدة شهر ثم عادت إلى منزلها، وهنا أذكر أن البوليساريو أبعدتني عن أطفالي بعد تلك الحادثة بسنة (2010)، ورغم مرور أزيد من 11 سنة، ما زلت أعيش في المنفى ولم تصحح البوليساريو خطأها تجاهي وتجاه أسرتي”.

وفي المقابل، يتابع ولد سيدي مولود، “سجل تاريخ النزاع أن جبهة البوليساريو اختطفت وهجرت آلاف الصحراويين وكانت عائلتي من ضمن أكبر مجموعة تم اختطافها من السمارة (أكتوبر 1979)، وتهجيرها إلى المخيمات قدرت البوليساريو عددها بـ 750 شخصاً، أغلبيتهم أطفال ونساء وشيوخ. ناهيك عمن اختطفوا وهجروا من الطنطان ولبيرات في نفس الفترة…”.

وتساءل القيادي الأسبق في الجبهة: “من الذي يطيل محنة أطفال المخيمات؟: علمنا أن عدد الأطفال الصحراويين في المغرب أكثر من المخيمات. وأنهم لا يتعرضون لأي شكل من أشكال التمييز السلبي. وأنهم يتنشئون في بيئة ملائمة”، مردفاً: “سنضيف إليها أن المغرب لا يمنع ولا يعيق عودة مقاتلي البوليساريو إلى وطنهم وأحرى الأطفال والنساء”.

بل يطالب المغرب، وفق تدوينة ولد سيدي سلمى، بـ”فك أسرهم وتمكينهم من كافة حقوقهم. ولم نسمع يوما مسؤولا في البوليساريو ولا من يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان الصحراوي ولا النشطاء الإعلاميين الذين يتبنون طرح البوليساريو يطالب أو يدعو إلى عودة اللاجيين الصحراويين إلى وطنهم وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ”.

و في الوقت الذي يدعو فيه المغرب إلى عودة صحراوي المخيمات إلى وطنهم، تعتبر جبهة البوليساريو، حسب القيادي الأسبق فيها، عودتهم جريمة خيانة يعاقب عليها قانونها”، مضيفاً: “الخطأ الشائع عند غالبية أنصار الجبهة هو اعتقادهم أن الصحراويين يوجدون في المخيمات فقط. أو هم من يرفعون علم البوليساريو”.

واختتم أن “الأرقام الموجودة عند البوليساريو والمغرب والأمم المتحدة لعدد من تعترف بهم جبهة البوليساريو بأنهم يشكلون الشعب الصحراوي الذي تطالب له بتقرير المصير، تؤكد أن أغلبهم في المغرب. وبالمناسبة فلائحتهم بالأسماء وأماكن التواجد يوم تحديد الهوية في التسعينات موجودة حتى عندي أنا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي