Share
  • Link copied

بعد نكسة انتخابات مجلس السلم.. الجزائر تُشهر ورقة “حقائب الدولار” من أجل الظفر بمنصب نائبة المفوض الإفريقي

تسعى الجزائر جاهدة للحصول على منصب نائبة المفوض الإفريقي في الانتخابات التي ستجرى خلال الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد القاري التي تحتضنها العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، مدعوفة برغبتها في ترميم النكسة التي تكبدتها إثر فشلها في الحصول على عضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد، بينما أفادت مصادر مطلعة على الكواليس بأن الجزائر تعمل على إغراء الوفود التي لم تصوت لمرشحها بالتراجع عن موقفها مقابل إغراءات مالية.

وتتطلع الجزائر إلى منافسة المغرب على المنصب، فيما يرى مراقبون أن المرشحة المغربية لطيفة أخرباش، المعروفة بخبرتها في مجالي الدبلوماسية والاتصال، تتمتع بحظوظ أكبر، في ظل العلاقات الراسخة التي تقيمها المملكة مع العديد من الدول الأفريقية، فضلا عن الثقة العالية التي تتمتع بها الرباط في محيطها.

وتعكس هذه التحركات الجزائرية المخاوف من تلقّي قاصمة أخرى بعد أن فشل مرشح الجزائر لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي في الحصول على الأغلبية، في نكسة أقامت الدليل على تراجع الثقة الدولية في البلاد التي دخلت في نزاعات مفتوحة مع عدد من دول المنطقة.

وفي 16 ديسمبر أعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف من أديس أبابا ترشيح الدبلوماسية سلمى مليكة حدادي لمنصب نائبة المفوض الأفريقي، مركزا جهوده على حشد الدعم من أجل التصويت لصالحها.

ويقلل مراقبون من فرص المرشحة الجزائرية للفوز بالمنصب في ظل تصدع علاقاتها مع عدد من الدول الأفريقية، بينما باءت كافة محاولات الجزائر لإيجاد حلول لانحسار نفوذها وتراجع حضورها في القارة بالفشل.

ودأبت الجزائر على استخدام ورقة الوسطاء لإقناع الدول الأفريقية بأجنداتها، ضمن مساعيها لكسر طوق عزلتها في المنطقة، لا سيما في المحافل الدولية، بينما يرى متابعون أن هذه “السياسة الجزائرية تؤدي إلى تراجع منظمة استخدمتها الجزائر لسنوات لخدمة طموحاتها الهيمنية”، وفق المصدر نفسه.

وينذر التجاء الجزائر إلى “سياسة الحقائب والرشوة” بزعزعة شرعية انتخابات مهمة تهدف إلى إصلاح هيكلي للمنظمة الأفريقية.

وعجزت الجزائر الأربعاء عن الحصول على مقعد في مجلس السلم والأمن الأفريقي يشغله المغرب من ثلاثة أعوام تحصل عليه نتيجة الثقة الواسعة التي تحظى بها الرباط في القارة، فيما لم يأت هذا النجاح من فراغ بل كان ثمرة جهود بذلتها المملكة توجت بتعزيز مكانتها كبوابة على أفريقيا في إطار التزامها بعمقها الأفريقي.

وركزت الدبلوماسية الجزائرية خلال الآونة الأخيرة تحركاتها على مجاراة النجاحات المغربية في المنطقة وسعت إلى تقديم نفسها كقوة تلعب دورا بارزا في القارة، في وقت تشهد فيه البلاد عزلة متنامية في محطيها بعد أن بات ينظر إليها على نطاق واسع على أنها لا تحرص على طرح برامج أو مبادرات تنموية تشكل حلولا لأزمات المنطقة بقدر حرصها على مزاحمة التموقع المغربي.

ويمثل لجوء الجزائر إلى منطق الابتزاز وشراء الأصواء عوض التركيز على التعاون الأفريقي والدخول في شراكات على أساس المنافع المتبادلة، أوضح دليل على ارتباكها الدبلوماسي نتيجة تعمق عزلتها.

وترفض الجزائر التسليم بفشل سياستها الخارجية وإخفاقها في لعب دور الوسيط في إنهاء عدة صراعات تدخلت فيها بهدف تسويتها، على غرار فشلها في مالي، ورغم ذلك عرضت مؤخرا وساطتها لتهدئة الأوضاع في الكونغو التي تشهد اشتباكات مسلحة بين جماعة متمردة وقوات الأمن، بينما يرى مراقبون أنها ليست في وضع يسمح لها بلعب هذا الدور.

وساهمت المبادرة الأطلسية التي أطلقتها الرباط في أواخر العام 2023 بهدف تسهيل وصول دول الساحل الأفريقي إلى المحيط والتأييد الدولي الواسع للخطة الطموحة في مزيد إرباك الجزائر التي فشلت في تقديم برنامج بمقدروه منافسة المبادرة المغربية التي وصفها خبراء بأنها “فرصة تاريخية” لتحقيق الرفاه لشعوب المنطقة.

(MEO)

Share
  • Link copied
المقال التالي