نال الفيلم الجزائري “بابيشة” تقديرا كبيرا من لجنة التحكيم المحترفة خلال مشاركته في مسابقة “سيزار” السينمائية بباريس، وحصد جائزتين قيمتين كأحسن فيلم مطول وأحسن ممثلة واعدة .
وافتكت المخرجة الجزائرية، جميلة مدور، جائزة أحسن فيلم مطول في مسابقة “سيزار” السينمائية، عن فيلمها “بابيشة”، فيما فازت الممثلة لينا خودري، بجائزة “سيزار” كأحسن ممثلة واعدة في نفس الفيلم.
وصرحت المخرجة جميلة مدور لحظة تكريمها “كنت أحتاج للكثير من الشجاعة من أجل رواية هذه القصّة الشخصية، هي أليمة لكنّها ضرورية. وهذه الشهادة تعدّ ضرورية في معركة النساء الجزائريات، ومعركة المرأة بشكل عام”.
وأثنت جميلة مدور كثيرا على من كرم فيلمها على الضفة الأخرى من المتوسط، وأشارت إلى منظمي مهرجان كان الذين سمحوا للفيلم، أن يعيش ويبقى إلى اليوم على حد تعبيرها.
تُلخّص وقائع فيلم “بابيشة”، معاناة فتاة جزائرية من ويلات المتطرّفين الإسلاميين في العشرية السوداء في الجزائر، حيث تطمح “نجمة”، الطالبة الجامعية التي تقيم بالحيّ الجامعي، أن تُصبّح مصمّمة أزياء، فتعترض أحلامها جماعات متشدّدة دينيًا من فتيات الإقامة، كنّ يقتحمن غرف المُقيمات ويهدّدنهنّ إن لم يلتزمن بارتداء الحجاب والصلاة.
وكان فيلم بابيشة ممنوع من العرض في الجزائر، بعد أن قرر ديوان رياض الفتح، إلغاء عرض الفيلم الذي كان مبرمجًا ليوم السبت 21 من شتنببر الجاري بقاعة “ابن زيدون” بالعاصمة، ولم يُبّرر الديوان سبب تراجعه عن عرض العمل.
واكتفى الديوان بنشر إعلان عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك جاء فيه: “جميع المعلومات بالتاريخ الجديد لعرض الفيلم سيتمّ نشرها بموقع فيسبوك والموقع الالكتروني للديوان”. ، وهكذا رد على منشور المعهد الثقافي الفرنسي بالعاصمة، المتضمّن خبر إلغاء عرض فيلم “بابيشة”.
وأحدث فيلم بابيشة نقاشٌا واسعا بين زوّار الصفحة حول محتوى الفيلم وبعض مشاهده، وأقام عليه البعض محاكمات أخلاقية، واعتبروا أنّه لا يمثّل النساء الجزائريات، في مقابل ذلك يذهب البعض إلى أنّ قرار “منع” كان متوقّعًا بعدم تمّ إلغاء عرضه في مناسبة سابقة، وتستغرب تعليقات أخرى أن تخضع قاعات العرض الأجنبية للرقابة الجزائرية.
وللإشارة فإن جائزة سيزار، تصدر عن أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية، وهي مخّصصة لأفضل الإنتاجات السينمائية الفرنسية في العام منذ 1976 ،وتضاهي هذه الجائزة، الأوسكار في الولايات المتحدة.
تعليقات الزوار ( 0 )