تشير بوادر إلى تحسن في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وسوريا، وذلك في أعقاب مكالمة هاتفية جرت يوم الاثنين بين وزيري خارجية البلدين، ناصر بوريطة وأسعد الشيباني.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية عن هذه المكالمة، التي تناولت تعزيز الشراكة الثنائية الواعدة بين المغرب وسوريا، وفقًا لما نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني.
وخلال المكالمة، أعرب ناصر بوريطة عن دعم المغرب للشعب السوري، مؤكدًا على أهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
كما شدد الوزيران على ضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لخدمة المصالح المشتركة، في خطوة تُعتبر بداية لمرحلة جديدة من التفاهم والتعاون.
وتأتي هذه المكالمة بعد أكثر من عقد من التوتر في العلاقات بين المغرب وسوريا. ففي عام 2012، قرر المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ردًا على القمع العنيف الذي مارسه النظام السوري ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في عام 2011، والتي تحولت لاحقًا إلى حرب أهلية واسعة النطاق.
كما أغلقت المملكة سفارتها في دمشق وطردت الدبلوماسيين السوريين من الرباط، وذلك جزئيًا بسبب دعم سوريا لجبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر.
ومنذ ذلك الحين، حافظ المغرب على موقف حذر تجاه سوريا، حيث دعم وحدة أراضيها لكنه امتنع عن التدخل المباشر في الصراع الداخلي.
وقد انطلق هذا الموقف من قناعة مغربية بأن مستقبل سوريا يجب أن يُحدد داخليًا دون تدخل أجنبي، وهو نهج يعكس أولويات السياسة الخارجية المغربية المتمثلة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي واحترام السيادة الوطنية والالتزام بالوحدة العربية.
وعلى الرغم من انتقاد المغرب لتعامل نظام الأسد مع الاحتجاجات، إلا أنه سعى إلى المساهمة في استقرار المنطقة دون التورط في السياسات الداخلية لسوريا.
ويتجلى ذلك في دعوة المغرب لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ليس كوسيلة لإضفاء الشرعية على النظام، ولكن كطريقة لتقليل النفوذ الأجنبي وتعزيز المصالحة الداخلية في سوريا.
وفي وقت سابق من شهر ديسمبر، بعد تراجع نفوذ نظام الأسد، قال ناصر بوريطة إن المملكة تتابع عن كثب “التطورات المتسارعة والهامة في الوضع السوري”.
وأكد أن موقف المغرب تجاه سوريا، تماشيًا مع توجيهات الملك محمد السادس، “كان دائمًا واضحًا فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة الوطنية ووحدة الشعب السوري. وهذا كان وسيظل الموقف الثابت للمملكة المغربية.”
وتُعتبر هذه المكالمة الهاتفية خطوة أولى نحو إعادة بناء العلاقات المغربية-السورية، وقد تُفتح الباب أمام تعاون أوسع في مجالات مختلفة، خاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
كما تُظهر هذه الخطوة التزام المغرب بدور فاعل في تعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم الحلول السلمية للأزمات.
وتشير المكالمة الهاتفية بين وزيري خارجية المغرب وسوريا إلى بداية انفراجة في العلاقات الثنائية بعد سنوات من التوتر.
وتعكس هذه الخطوة رغبة البلدين في تعزيز التعاون وخدمة المصالح المشتركة، في إطار جهود المغرب لدعم الاستقرار الإقليمي واحترام سيادة الدول.
تعليقات الزوار ( 0 )