أشرف الرئيسان التونسي قيس سعيد والجزائري عبد المجيد تبون على توقيع 27 اتفاقية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها، في وقت دعا الرئيس سعيد إلى إحياء الشعور المغاربي داخل بلدان المغرب العربي، مشيدا بوقوف الجزائر إلى جانب بلاده، وخاصة خلال الأزمة الصحية الأخيرة في ظل وباء كورونا.
وأشرف سعيد وتبون مساء الأربعاء في قصر قرطاج على مراسم توقيع 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين شملت مجالات العدل والمؤسسات العمومية والداخلية والتعاون اللامركزي والاتصال والإعلام والصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة والبيئة والتجارة الخارجية والثقافة والشؤون الدينية والطاقة والتكوين المهني والصيد البحري والتشغيل والمرأة والطفولة والمسنين والشباب والرياضة والتربية والصحة.
وخلال مؤتمر صحافي مع تبون، عبر الرئيس قيس سعيد عن أمله في إحياء الشعور بالانتماء للفضاء المغاربي بين مختلف شعوب دول المغرب العربي، مضيفا: “من المفارقات الكبرى أنّهم لا يتحدّثون على المغاربة إلا في الخارج، فكرة المغرب العربي موجودة في ضمير كل تونسي وجزائري وموريتاني وليبي ومغربي. سنعمل إن شاء اللّه على تحقيق هذا الشعور الذي يجمعنا حتى يكون في الداخل”.
وقال سعيّد إنّه ناقش مع تبون “الطرق الجديدة التي سيتم من خلالها تحقيق التكامل بين البلدين، من خلال جملة من الاتفاقيات الثنائية التي سيتمّ توقيعها في عدد من المجالات، وسيتمّ العمل على اختصار المسافة في الزمن لتلافي ما ضاع في بعض الأحيان من فرص”.
وأضاف: ”العلاقات بيننا علاقات متميزة عبر التاريخ وستكون متميزة في المستقبل؛ لأنه لا يمكن مواجهة التحديات فرادى، بل يجب أن نكون مجتمعين بطرق مختلفة تحقق المقاصد التي وضعت من أجلها هذه الاتفاقيات”.
وتابع بقوله: ”لن أنسى الموقف الجزائري في ظل الجائحة كيف يتم اقتسام الأوكسجين بين الدولتين. سنتقاسم كل شيء، نتقاسم نفس الآمال والإرادة لتحقيق آمال شعبنا في تونس والجزائر”.
ويزور الرئيس تبون تونس في وقت تشهد البلاد سجالا متواصلا حول التدابير الاستثنائية للرئيس قيس سعيد. ويرى بعض المراقبين أن الزيارة تأتي كنوع من الدعم المعنوي من تبون لسعيد، فضلا عن الطابع الاقتصادي، حيث تزامنت الزيارة مع حصول تونس على قرض من الجزائر بقيمة 300 مليون دولار.
تعليقات الزوار ( 0 )