Share
  • Link copied

بعد عودته للمشهد.. هل يملأُ بنكيران فراغ المعارضة في مواجهة “التّحالف الثلاثي”؟

عاد عبد الإله بنكيران، إلى زعامة الأمانة العامة للعدالة والتنمية، خلفاً لسعد الدين العثماني، بعدما جرى انتخابه في المؤتمر الاستثنائي الذي انعقد أمس السبت، بفارق كاسح عن أقرب منافسيه عبد العزيز عماري، وذلك بعد حوالي 4 سنوات من مغادرته للمنصب، عقب تداعيات أزمة “البلوكاج”، التي أبعدته عن رئاسة الحكومة المغربية، وبعدها عن قيادة “البيجيدي”.

ونال بنكيران، الذي تصدر التصويت الأولي أيضا، 1112 صوتاً من أصل 1252، أي بنسبة 81 في المائة، مقابل حصول عبد العزيز عماري، على 231 صوتاً، وعبد الله بووانو على 15، ليعود بذلك رئيس الحكومة المغربية بين سنتي 2011 و2016، إلى قيادة “البيجيدي” بعد انتكاسة انتخابات 8 شتنبر الماضية.

وسيجد بنكيران، وفق أغلب المراقبين، مجموعة من التحديات أمامه، من أجل إعادة الحزب إلى ما كان عليه في السابق، وهو ما عترف به الأمين العام نفسه، حيث قال إن الوضع الداخلي صعب، ولن يكون من السهل إعادة “الماضي”، مشدداً على ضرورة تعاون جميع الأعضاء من أجل النهوض بـ”المصباح”.

وحول هذا الموضوع، قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بمدينة فاس، إن “أمام بنكيران خلال السنوات المقبلة، تحديات صعبة”، مضيفاً: “أولا عليه إعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب، الذي اتسم بالخلاف والانقسام في المواقف والآراء طيلة السنوات التي تلت إبعاده عن تشكيل حكومته الثانية بعد 2016”.

وأوضح حمودي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن الانقسامات في المواقف، وصلت إلى حدّ “إقدامه هو نفسه على التشكيك في تقديرات واجتهادات القيادة السابقة، وإعلان القطيعة مع خمسة قياديين منها”، متابعاً أن “إعادة اللحمة إلى الحزب بعد أربع سنوات من الخلافات العميقة ليس أمرا سهلاً، بل هو التحدي الرئيسي، وسيتطلب منه جهداً ميدانيا ونفسيا وتنظيميا كبيراً”.

واسترسل المتخصص في العلوم السياسية، أن التحدي الثاني الذي سيواجه بنكيران، “هو إعادة بناء علاقات متوازنة مع السلطة، التي قامت بدور جوهري لإبعاده عن الخريطة السياسية وكاد ذلك أن يخرجه منها”، مردفاً: “العلاقة مع السلطة هي التي ستحدد طبيعة الدور الذي سيقوم به، بما في ذلك دوره في المعارضة”، حسب تعبيره.

ووواصل حمودي تصريحه للجريدة، بالقول: “عموما قد يملأ بنكيران جزءاً من الفراغ السياسي في المعارضة، لكن التحدي هل يفعل ذلك كشخص أم كحزب”، مختتماً: “العدالة والتنمية يوجد حاليا خارج المؤسسات تقريبا، اللهم الدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعة البرلمانية التي توجد بدورها على هامش هيئات لجان مجلس النوّاب”.

يشار إلى أن عبد الإله بنكيران، كان قد تولى الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لأول مرة، سنة 2008، وأعيد انتخابه سنة 2012، ليغادر المنصب سنة 2017، ويعود سعد الدين العثماني، الذي سبق له أن تولى المهمة ذاتها بين سنتي 2004 و2008، قبل أن يعيد المؤتمر الاستثنائي رئيس الحكومة المغربية الأسبق، إلى زعامة “المصباح”.

Share
  • Link copied
المقال التالي