تداولت مجموعة من وسائل الإعلام التابعة لجبهة البوليساريو وصانعتها الجزائر، أنباء عن استهداف الجيش المغربي لإحدى الشاحنات التي قيل إنها لمدنيين، يستعملونها لنقل البضائع والسلع، بالمنطقة العازلة قرب مخيمات تندوف، وذلك عبر طائرة مسيرة عن بعد تابعة لسلاح الجو بالقوات المسلحة الملكية.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن سيدي أوكال، وهو الأمين العام لما يسمى بـ”وزارة الأمن والتوثيق” للبوليساريو، قوله إن “المغرب صف من جديد مدنيين صحراويين عزل كانوا يستقلون شاحنة مدنية محملة بالسلع والموارد الغذائية”، ما أسفر عن “خسائر مادية، فيما لم يتعرض أي من المدنيين الذين كانوا في المنطقة المذكورة لأية إصابات”.
ولم تصدر القوات المسلحة الملكية أي بيان بخصوص الموضوع، الأمر الذي رجّح معه مراقبون أن تكون الواقعة مفبركة من قبل جبهة البوليساريو الانفصالية، من أجل إيهام المجتمع الدولي على أن المغرب يقوم باستهداف المديين، بعدما عجزت الجبهة عن إقناع العالم بالحرب، رغم تجاوز عدد بلاغاتها العسكرية للـ 280.
وفي تعليقه على الواقعة، قال مصطفى ولد سلمى، المفتش العام السابق لما يسمى بـ”الأمن الوطني”، التابع للبوليساريو، إن ملابسات الحادثة ما زالت غير واضحة، “فمن قصف الشاحنة أراد إرسال رسالة ولم يقصد التدمير، فلم يتعرض من كانوا في مقدمة الشاحنة لأي إصابات”، منبهاً إلى أن الاستهداف، تم في المنطقة التي قالت مجلة الجيش الجزائرية، منذ شهر، إنها شهدت ترسيم للحدود بينها وبين الجمهورية الوهمية.
وأوضح سلمى، أنه “إن كان مصدر الصاروخ مسيرة مغربية كما يشاع لدى سكان المخيمات، فالأمر فيه الكثير من التحدي و الثقة بالنفس، لأنه لم يعد بإمكان طائر يطير أن يخرج من المخيمات إلا عبر الأراضي الموريتانية. وقد تكون رسالة مغربية إلى الجزائر ردا على الاستفزازات الجزائرية ومنها ترسيم الحدود مع جبهة البوليساريو. فالحادثة وقعت في المنطقة المشمولة بعملية الترسيم”.
ولم يستبعد المسؤول السابق في البوليساريو، من أن تكون الجبهة، “هي من وراء الحادثة، لإرهاب سكان المخيمات ومنعهم من الخروج بعدما عجزت عن إقناع شباب المخيمات بالانخراط في جيشها، وأصبحت قرارات منع التراخيص خارج المخيمات محرجة وضاغطة على قيادة الجبهة التي تحاول إقناع سكان المخيمات بحرب لا توجد خارج وكالة أنبائها الرسمية”.
القيادي السابق في البوليساريو نفسه، أوضح في تدوينة أخرى نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”، أنه إن “صح ما صرح به نائب مدير مخابرات البوليساريو، فإن مسيرات المغرب ستقطع طريق إمداد نواحي البوليساريو العسكرية من المخيمات والأراضي الجزائرية. فهل ستقبل موريتانيا عبور مقاتلي الجبهة وعتادهم من أراضيها. أم ستصبح الجبهة محاصرة في تيندوف؟”.
واسترسل، أن تصريح مسؤول الجبهة، جاء فيه أن الشاحنة، استهدفت “من طرف مسيرة مغربية في منطقة بعيدة عن الحزام الدفاعي المغربي، ولكنه نسي أو خجل من أن يقول قريبا من المخيمات، وعلى الطريق الوحيد الذي يربط المخيمات بالمناطق الصحراوية شرق الحزام، ما يجعل كل تحركات قوات الجبهة من تيندوف للكركارات تحت رحمة المسيرات المغربية”.
ومن جهة أخرى، شكّك منتدى “فورساتين” في الأمر أيضا، حيث قال إن البوليساريو، عادت لعادتها القديمة في الاتهام العشوائي، واستغلال الصحراويين وتحريكهم والتلاعب بهم لتحقيق مآرب خدمة لتمرير مغالطاتها المعهودة”، موضحاً: “البوليساريو وقعت في المحظور، وكشفت دون قصد وبغبائها عن واقع الحال بالمخيمات، ورغبتها في تصدير المشكل إلى الخارج”.
وزاد المنتدى أن “البوليساريو فبركة الحادث بكل تفاصيله، وسمحت بمرور شاحنة إلى منطقة محددة تم قصفها بدقة متناهية، والمشهد سبقه خروج سائق الشاحنة ومن كان معه تمهيدا لعملية القصف، حتى تمر في نجاح، ودون ضحايا”، متابعا: “الجاهل هو من يصدق أن استهداف شاحنة مدنية لن يؤدي لخدش بسيط لسائقها”.
هذا دون الحديث، يتابع “فورساتين، “عن كون كل التحركات في الأشهر الأخيرة خاضعة لقانون الرقابة والترخيص الذي طرأت عليه مستجدات تستوجب الحصول على إذن من السلطات الجزائرية بمدينة تندوف، فضلا عن المنع التام للحركة التجارية بحجة الحرب وتواجد المقاتلين بالميدان، ما يستدعي منع أي نشاط تجاري كيفما كان، وهو الأمر الذي لاقى استهجانا وغضبا”.
وتساءل المصدر: “كيف يستقيم خروج شاحنة مدنية في واضحة النهار وتستهدف بمنطقة قريبة من المخيمات، ويقال إنها كانت متوجهة لمنطقة الزويرات الموريتانية، في وقت تشهد فيه الإجراءات الحدودية تشديدا منقطع النظير، ثم يمرر خبر قصف مدنيين، والصور تظهر فقط شاحنة دون أي تواجد لمدنيين؟”.
تعليقات الزوار ( 0 )