شارك المقال
  • تم النسخ

بعد سنتين على القرار.. الجزائر تجني نتائج عكسية لإغلاق الأنبوب المغاربي

بعد أكثر من سنة على إغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، يبدو أن الخطوة أحادية الجانب التي اتخذتها السلطات الجزائر، قد أعطت نتائج عكسية، حيث دفعت المغرب، إلى الالتزام أكثر بطوير الطاقات المتجددة لتغطية استهلاكه.

واعتبر مجلة “أتالايار”، إلى إغلق الجزائر للأنبوب المغاربي، إضافة إلى ارتفاع استيراد الطاقة المستهلكة، دفعا المغرب للالتزام أكثر، بالطاقات المتجددة، بهدف، ليس فقط تغطية الاستهلاك الداخلي، بل أيضا، لتتحول المملكة، إلى الشريك المفضل للقارة الأوروبية على المدى المتوسط والطويل.

استثمار تاريخي للمغرب في مجال الطاقات المتجددة

وقالت المجلة الإسبانية، إن المغرب أضاف إلى المزايا الطبيعية والجغرافية التي يتمتع بها المغرب، استثمارا بقيمة 130 مليون درهم، أي ما يعادل 13 مليون دولار، مخصصة للطاقات المتجددة، وهو الاستثمار الأكبر في تاريخ المملكة، مبرزةً أن الرباط، بدأت تجني الثمار الأولى لهذه السياسة الاستباقية.

وأوضحت “أتلايار”، أن المغرب وضع نفسه كواحد من رواد العالم في هذا القطاع، حسب تقرير لمؤشر جاذبية الدولة للطاقة المتجددة، وهو ما جاء بفضل “خططه الطموحة للطاقة الشمسية والريحية، ومؤخرا الهيدروجين الأخضر، بحثا عن حص 52 في المائة من الطاقة الخضراء بحلول سنة 2030”.

ويتوقع المغرب، تضيف المجلة الإسبانية، أن يصل إلى 42 في المائة من المواد النظيفة و64 في المائة، خلال السنة الحالية، وهو الهدف الذي كان يفترض أن يتحقق في سنة 2020، غير أن جائحة فيروس كورونا، تسببت في تأخيره، كما تسعى الرباط للوصول إلى 64 في المائة من الإنتاج الأخضر، بحلول عام 2030.

ونقل المصدر عن ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن هناك 61 مشروعا جاريا بالفعل، من أجل تحقيق هذا الهدف، على رأسها الذي ينفذه المكتب الشريف للفوسفاط، الذي استثمر 13 مليون يورو، لزيادة إنتاج الأسمدة عبر استعمال الطاقة المتجددة، وبالتالي التخلص من انبعاثات الكربون بحلول 240.

وأشارت “أتالايار”، إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط، يسعى إلى الاستثمار في تحلية مياه البحر، وإنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء، مضيفةً: “مثلما تنخفض انبعاثات الكربون، يزداد حجم الأعمال التجارية بسبب الارتفاع الهائل في أسعار الأسمدة نتيجة الصراع الروسي الأوكراني”.

وذكرت المجلة الإسبانية، أن هذا الطلب الأوروبي بالتحديد، على الأسمدة والطاقات المتجددة، هو ما ظهر جليا في تصريح جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، خلال زيارته الأخيرة للرباط، في قوله، إن “المغرب الشريك الأقرب والأكثر ديناميكية لنا”.

إغلاق الأنبوب المغاربي وموقف مدريد من نزاع الصحراء.. تأثير الفراشة

وإلى جانب منح المغرب الالتزام في الطاقات المتجددة، فإن الجزائر في المقابل، خسرت ورقة الطاقة التي كانت تعطيها الامتياز في علاقاتها مع إسبانيا، بعدما فقدت الجارة الشرقية للمغرب، صدارة موردي الغاز إلى مدريد، بسبب إغلاق الأنبوب المغاربي، الذي كان يعتبر أكبر خط أنابيب يربط الجزائر، بشبه الجزيرة الإيبيرية.

بعد الخطوة، لم تعد الجزائر بتلك الأهمية القصوى لإسبانيا، بعدما باتت الأخيرة تعتمد في حاجياتها من الغاز، على موردين آخرين، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الرئيسي الذي شجع حكومة مدريد، على تغيير موقفها من نزاع الصحراء، والانحياز لصالح المغرب.

وعقب التحول التاريخي في موقف إسبانيا، حاولت الجزائر الضغط بتقليص صادراته من الغاز الطبيعي، والغاز الطبيعي المسال نحو إسبانيا، دون أي جدوى، الأمر الذي أرجعه العديد من المراقبين، إلى الخطوة غير المدروسة التي اتخذتها سلطات قصر المرادية، بإغلاق خط الأنابيب المغاربي.

.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي